إدارة المخاطر وإدارة الأزمة عن أزمة كورونا في الجزائر أتحدث
د. حيـــــاةقــــزادري | Dr. KEZADRI hayat
02/06/2020 القراءات: 4289
درجت الأنظمة الصحية في المجتمعات العربية عامة والجزائر خاصة على مفهوم إدارة الأزمة بعد حدوثها وما أزمة جائحة كورونا إلا دليل على ذلك، بيد أنه من الإمكان والمستحسن التنبؤ بالأزمة وتقوية الاستعداد لها قبل حدوثها وذلك من خلال تقدير قوة الأخطار المحدقة بقطاع الصحة قبل وقوعها من خلال التخطيط ووضع الاستراتيجيات التي تمكن من تسيير وإدارة الأزمة في حالة حدوثها والتغلب والسيطرة عليها بأقل الأضرار. ولا يتسنى ذلك إلا من خلال ما يعرف اليوم بإدارة المخاطر.
تعد إدارة المخاطر ذات أهمية كبرى في عصرنا الحالي خاصة مع انتشار الأمراض والأوبئة والفيروسات، وتزايد المخاطر نتيجة سوء استغلال التطور والتقدم وهو ما حدث بالضبط بخصوص جائحة كوفيد19 مما أثر سلبا على صحة وسلامة الإنسان، والمقصود بالخطر هو الإشراف على الهلاك، وهو ينبع من عدم التأكد الذي يحيط بالفرد من كل جانب، وهو ما يتطلب من النظام الصحي مواجهته بأي شكل من الأشكال ومختلف الوسائل. وتختلف مسببات الخطر وهي مجموعة الظواهر المؤثرة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على قرارات الشخص وتتمثل أهمها في:
- مسببات موضوعية وهي خصائص الشيء المعرض للخطر والتي تزيد من احتمال وقوع الخطر وكمثال على ذلك عدم غلق المجال الجوي مباشرة بعد ظهور الحالات الأولى المصابة بالفيروس في الجزائر والتي كان المتسبب فيها مهاجرين في فرنسا، بالإضافة إلى عدم توفير المستلزمات الصحية الوقائية للأطقم الطبية وحتى للأفراد الذين كانوا مجبرين على الخروج.
-مسببات أخلاقية:وتتمثل في الصفات التي يتحلى بها الشخص مثل الإهمال وهو ما ظهر جليا في تصرفات بعض أفراد المجتمع الجزائري من خلال إهمالهم لشروط الوقاية من انتقال العدوى.
وتأتي أهمية إدارة المخاطر من منطلق مهمتها الأساسية في أنها تحاول التعرف على مختلف التهديدات التي يمكن أن تؤثر سلبا على المؤسسة ذاتها وهنا النظام الصحي بصفة عامة.
ويقصد بإدارة المخاطر مجموعة الأساليب العلمية الواجب أخذها في الحسبان عند اتخاذ أي قرار لمواجهة الخطر قصد تقليل الخسائر أو منع حدوثها، فهي عبارة عن نهج علمي للتعامل مع المخاطر من خلال توقع الخسائر المحتملة وتصميم وتنفيذ إجراءات تمكن من التقليل من حدوث الخسارة أو تمنعها.
وعليه كان جديرا بوزارة الصحة والمعهد الوطني للصحة العمومية في الجزائر تسطير منهج أو نظام شامل ومتكامل لتهيئة البيئة المناسبة والاستراتيجيات والمعدات والأدوات اللازمة لتوقع ودراسة المخاطر المحتملة لانتشار فيروس كورونا في الجزائر وتحديد وقياس آثاره المحتملة على نشاطات الحياة الاجتماعية والاقتصادية ووضع الخطط المناسبة لما يمكن التنبؤ به لتجنب هذه المخاطر أو السيطرة عليهاوالتخفيف من حدتها وآثارها.
أتمنى لكم قراءة ممتعة وأرجو إثراء الموضوع.
إدارة المخاطر/إدارة الأزمة/كورونا/الجزائر/مخاطر
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع