عنوان المقالة:تأجيل الحمْل وإجهاضه في ظلّ تفشّي فيروس كورونا وسلالاته الوبائيّة من منظور قواعد الشّرع ومقاصده POSTPONING AND ABORTING PREGNANCY IN LIGHT OF CORONA VIRUS OUTBREAK AND ITS EPIDEMIC STRAINS FROM THE PERSPECTIVE OF SHARIA RULES AND PURPOSES
رغّب الإسلام في نكاح المرأة الولود، وكفلت الشّريعة الإسلاميّة حقّ الحياة لجميع البشر، فلا يجوز الاعتداء على النّفس البشريّة إلّا بوجه شرعيّ، كما سنّت العديد من العقوبات لمن يتعدّى على ذلك الحقّ، في جميع أحوال الإنسان وأطواره، حتّى أنّ الجنين في بطن أمّه حفظ الله له الحقّ في الحياة. ومع تفشّي وباء كورونا وسلالاته، تسبّب في حالة من التّوتّر والقلق لدى العديد من النّساء، لما شاع من خطره، وخطر اللّقاح عليهنّ وعلى أجنّتهنّ، فلجأن إمّا إلى إجهاض الجنين، أو إلى تأجيل الحمل؛ فما موقف الشّريعة الإسلاميّة من ذلك؟ سوف يجيب البحث عن هذا السّؤال، ويبيّن الحالات الّتي أجازها الشّرع في ذلك. واتّبع الباحث لتحقيق هدف البحث المنهج الاستقرائيّ والتّحليليّ، اللّذين يتمثّلان في استقراء وتتبّع أقوال الفقهاء وأدلّتهم في هاتين القضيّتين، ثمّ تحليلها ومناقشتها، وترجيح ما يتوافق مع روح الشّريعة ومقاصدها. وتوصّل الباحث إلى ما يأتي: اختلف الفقهاء في حكم تنظيم النّسل (تأجيله)، ورجّح الباحث منها الجواز بضوابط شرعيّة. إذا كان تأجيل الحمل لأجل الخوف من الوباء نفسه، فلا مانع من تأجيل الحمل بضوابط شرعيّة. إذا ثبت خطر وباء كورونا وسلالاته على الأمّهات الحوامل وأجنّتهنّ، بتقرير من جمع من الأطبّاء الموثوقين، وأكّدوا بأنّ في إجهاض الجنين سلامة لأمّه، وفي بقائه هلاكًا متيقّنًا أو على غالب الظّنّ، وليس هناك أيّ وسيلة أخرى يمكن الاستغناء بها عن الإجهاض، فيجوز ذلك؛ لأنّ في إسقاطه تحقيقًا لمصلحة شرعيّة، ودفعًا لضرر محقّق أو متوقّع.