مدونة دكتور حسين عبد الفتاح


في مناقشة الماجستير أو الدكتوراة: للثقة والإقناع وتجنب التوتر

حسين عبد الفتاح | Hussein Abdelfatah


17/06/2022 القراءات: 2102  


تذكر أن الانطباعات الأولى تدوم، كن بسيطًا وغير متوترًا استهل بداية حديثك بإلقاء التحية أو بجملة صباح الخير أو مساء الخير عمومًا للحضور وفيهم لجنة المناقشة ثم ابدأ في أداء دورك الذي يجب أن تتذكر فيه أن القائم بعرض تقديمي جيد هو كالفنان الذي يقوم بأداء دور مخطط له ملتزمًا بالوقت والمحتوى قدر الإمكان ولا يخرج عن النص إلا في أضيق الحدود. حتى تكتسب ثقة وانطباعات جيدة من لجنة المناقشة إليك بعض النصائح:
١. لا تقرأ من ورقة حتى لو اضطررت إلى كلام بلهجتك العامية، ولكن بطريقة منضبطة، لا تقرأ من ورقة إلا في أضيق الحدود كقراءتك لأسئلة بحثك أو الفروض وبعض النصوص الفنية التي لابد من تلاوتها بشكل منضبط. أخبرهم عن بحثك ومشكلته وكأنك تقص حكاية بها فجوة أو معضلة انتظرت تدخلك الذي يجب أن تقنعهم بأهميته في تغيير وضع قائم بعلاج مشكلة البحث أو تحسين جوانب ومتغيرات دراستك التابعة وتذكر اقرأ قليلًا كلما أمكن وقلص النصوص على شاشة العرض كلما أمكنك ذلك واستعن بالرسوم والأشكال بطريقة منتقاة وموظفة بشكل جيد دون إسراف في ذلك.
٢. اطرح الأسئلة من وقت لآخر طرح الأسئلة واحدة من أفضل الطرق لتبدو أكثر ذكاء؛ فطرح الأسئلة يترك دائمًا تأثيرا جيدًا على الناس على اختلاف توجهاتهم وقناعاتهم مادام جاء سؤالك في التوقيت الصحيح وبشكل يفيد المناقشة. يدل طرحك لسؤال ما في وقت معين على أنك مهتم وذكي بما فيه الكفاية للتفكير وإعادة التفكير فيما تستمع إليه، كما يعطي الانطباع بأنك متابع جيد لما يقال ولديك الرغبة في تعلم الجديد. كما أنه يظهر ثقتك بنفسك وأنك لا تخش ما سوف يفكر فيه الناس عنك بعد طرحك للسؤال؛ فما يهمك هو الاستفادة أولًا وأخيرًا. حتى إذا كان جمهورك كبير في قاعة المناقشة لا تخش فعل هذه الآلية، كما يَجِبُ ألاّ تخشى رد فعل لجنة المناقشة سواء عند تناول نِقَاط معينة بالتوضيح أو عند طرحك لسؤال تستوضح فيه شيء ما، فتذكر أن أكثر شخص في القاعة فهمًا لموضوعك هو أنت. فيفترض أنك قضيت وقتًا في تنظيم وتأليف وقراءة واستعداد للمناقشة أكثر ربما من أعضاء لجنة المناقشة أنفسهم.
٣. تمكن من مفردات تخصصك نمي المفردات الخاصة بك بشكل دائم إذا كنت تريد حقًا أن تظهر أكثر ذكاء ثم تحقق أن لديك قدرة جيدة على استخدام المفردات المناسبة. يجب أن تجيد النطق الصحيح وأن تتجنب الأخطاء الإملائية والنحوية حتى عند التحدث وليس الكتابة فقط. يجب أن تكون على دراية بالمصطلحات الإنجليزية الجديدة ومعانيها. قبل المناقشة يجب التدرب على ذلك وتحضير مصطلحاتك التي ستتحدث بها قدر الإمكان. لا تتردد بطرح السؤال "عفوًا ما المقصود من كذا؟" لكن لا تستخدم ذلك كثيرا خاصة إذا كان المصطلح أولي أو بديهي أو أساسي في مجال تخصصك. وتذكر استخدام مصطلح أو مفردة واحدة بشكل خاطئ ستجعل كل الجملة خاطئة أو فاقدة للمعنى وستظهرك بمظهر الشخص غير المتمكن أو حتى المهمل الذي لم يبذل قليل من الجهد لاختيار الكلمات المناسبة.
٤. اتقن الاستاندآب لكن مش ”كوميدي“
من المؤكد أن شاهدت ولو مره أحد الفنانين الذين يؤدون فقرة الاستاندآب، وأولى المهارات أن يكون حاضر الذهن وقادر على انتقاء أمثلة حياتية منها الشيق والطريف لتوضيح أفكاره في الوقت والموضع المناسب بشكل تفاعلي مع المستمعين، وتنوع ثقافتك سيظهر هنا أيضا مدى ذكائك وتمكنك من تخصصك الأصلي للحد الذي استطعت معه ربطه بأمثلة حياتية، فنية، سينمائية، صناعية … الخ اطلق العَنان لإبداعك في هذه الفِقْرة فأثرها إيجابي مادام أنك أجدت توظيفها. كما أنهى ستضفي جو من الراحة لديك ومن يستمع إليك وتجعل مناقشتك وكلامك ممتع لمن يستمع إليك ولن يتعجل كالمعتاد بالاكتفاء بكلامك وأنت تشعر أنك لم تكمل بعد ما تريد أن تقول.
٥. نمي ثقافتك العامة وكما لاحظت في النقطة السابقة فالثقافة والمعرفة العامة جنبا إلى جنب مع إعدادك لدراسة الماجستير أو الدكتوراه وتخصيص وقت لذلك ولقراءاتك ومشاهداتك في شتى المجالات حتما سيترك أثره على شخصيتك وطريقة وأسلوب مناقشتك. لذلك، اقرأ صحف، كتب قصصية وعلمية، شاهد أفلام وثائقية وتابع نشرات إخبارية؛ فبالضرورة كل ذلك سيثقل من شخصيتك ولغتك وثقافتك.
٦. كن هادئًا متواضعًا ومنطقيًا إذا كنت لا تعرف أي شيء أو لم يكن حديث أحدهم مألوف لك فحافظ على هدوئك واستمع بدلا من التحدث والوقوع في الخطأ، فإذا سألك أحدهم ”هل تتابع معي؟ لماذا لا تتحدث؟ أليس كذلك؟“ فلا تتردد عن الاعتراف أنك تسمع ذلك ربما لأول مره وأنك تستفيد منه لذلك تصغي إليه بل ويمكنك أيضًا دون تردد أو خجل أن تكتب في كراسة خصصها لذلك بجوارك. وتذكر أنك كما تستمع لكلام جديد عليك، فقد يستمعون منك لكلام جديد عليهم على الأقل في موضوعك فأنت أكثر شخص خبير فيه وفي مشكلة بحثك لقد قضيت في بحثها عام على الأقل وربما أكثر من ذلك لأعوام.
٧. وضح الاقتباس في حديثك تعلم كيف توضح بكلماتك ونبرة حديثك الاستشهاد بكلام أحد العلماء أو أساتذتك في نقطة معينة تتحدث فيها، سيظهرك ذلك كشخص بذل مجهود وتحضير واطلاع على جوانب الموضوع ومن سبقه فيه بل وبقي ما استفدت به حتى كنت قادرا على الاستشهاد به في المواضع المناسبة خلال حديثك، مما سيعطي الانطباع بذكائك وتمكنك من موضوعك وأنك لا تحاول أن تملأ الوقت بأي كلام دون سند علمي ومنطقي.
٨. راقب الجباه ولغة الجسد مراقبتك لأعين قد توترك، راقب بدلاً من ذلك جباه كل من بالقاعة ولغة جسدهم؛ فهذا أمر مهم يجنبك التوتر بالنظر لأعينهم وبالنسبة لهم أنت ما زلت تنظر إليهم، ولا يؤثر عليك مشاهدتك لأحدهم يذهب في النوم إلا أنه يجب أن يفيدك في ضرورة تنويع نبرة صوتك بشكل موظف أو تنويع درجة العمق في الموضوع أو أسلوب الحديث وضرورة استخدام الطرفة من وقت لآخر، الربط البصري ومراقبة لغة الجسد ستشعرك متى يجب أن تعطي مزيدًا من التفاصيل ومتى يجب أن تتوقف عن الكلام .. ولهذه النقاط بقية لم تسعها المساحة المخصصة للنشر!


مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه، الثقة بالنفس، مقاومة التوتر، مهارات التقديم، مهارات الاتصال


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع