تمثلت قضية الدراسة في محاولة الكشف عن الأبعاد التربوية للأحكام الفقهية المتعلقة بالأطفال ونقلها من نسق المعرفة التقريرية إلى نسق المعرفة الإجرائية كخطوة هامة في إعمار البناء التربوي.
وفي هذا الإطار، سعت الدراسة إلى استجلاء الأحكام العامة والخاصة المتعلقة بالأطفال في الفقه الإسلامي، وإبراز الاتجاه الفقهي كمنطلق للدراسات التربوية بالإضافة إلى تزويد المؤسسات التربوية بالأحكام الفقهية وتطبيقاتها التربوية التي يمكن الاستفادة منها في العناية بالطفل وتربيته، مع إبراز جهود وإسهامات فقهاء وعلماء المسلمين في الفكر التربوي.
وقد استخدمت الدراسة المنهج الاستنباطي في استنباط أهم الأحكام الفقهية المتعلقة بالأطفال، كما استخدمت المنهج الوصفي لتحليل هذه الأحكام واستقراء الأبعاد التربوية التي تتضمنها.
وقد توصلت الدراسة إلى أن الفقه الإسلامي قد شكل منهاجاً تربوياً متكاملاً ومناسباً لجميع مراحل النمو المختلفة؛ نظراً لاحتوائه على ثروة هائلة من المفاهيم والأبعاد والمبادئ التربوية التي تمكنه من الاستجابة لجميع مطالب النمو وحاجاته، كما أن نظرية الأهلية والولاية التي انبثقت عنه، قد راعت التكامل الإنساني وما يناسب كل مرحلة من مراحل الحياة وما يتعلق بكل مرحلة من حقوق لها أو عليها ومن صحة التصرفات ومسئولية الالتزامات.
وقد اعتبرت الأحكام الفقهية مرحلة الرضاع مرحلة اعتماد كلى على الآخرين ومدة بينية تمهيدية للحياة داخل الرحم وخارجه، كما اعتبرت مرحلة ما قبل التمييز مرحلة اعتماد شبه كلى على الآخرين واعتبرت الحنو واللعب أهم مطالب هذه المرحلة، أما مرحلة التمييز فهي في الفقه الإسلامي مرحلة التعليم والتأديب والاستقلال شبه الكلى عن الآخرين والاستعداد لحمل أمانة التكليف.
وانتهت الدراسة إلى أهمية إعادة صياغة الفقه الإسلامي صياغة تربوية تراعى الواقع التربوي المعاصر، وإلى أهمية إجراء دراسات تهدف إلى استنباط نظرية تربوية من الفقه الإسلامي.
د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim | 10785