المخدرات والجانب النفسي
إشكالية التفاعل المستمر ونتائجه على المدمن
الأستاذ المساعد
صاحب أسعد الشمري
كلية التربية / جامعة سامراء
إن موضوع المخدرات والإدمان، من الموضوعات المهمة في كافة المجتمعات، وفي كل الأوقات، ذلك أنه يؤثر في حياة كافة ابناء المجتمع، ولا ينجو من آثاره الكارثية فئة من فئاته، فهو يهز كيان المجتمع هزاً، ويهدم بنيانه كزلزال مدمر، فمن الناحية الاقتصادية هو خسارة كبيرة، ومن الناحية الأمنية هو خلل عظيم، ومن الناحية الاجتماعية هو مرض اجتماعي خطير، ومن الناحية النفسية هو شرخ يصعب علاجه.
وعندما نود الكلام عن الجانب النفسي ضمن موضوع مهم كالمخدرات والإدمان، لا نستطيع أن نرّكز على جزء من هذا الجانب دون آخر، ذلك إن الجانب النفسي هنا، يتضمن مراحل مختلفة، ويتشكل بأبعاد متعددة، منها ما يكون قبل بداية استخدام المخدر، ومنها ما يكون أثناء استخدامه، ومنها ما يكون بعد استخدامه، وبعد الإدمان عليه، كما أنه في كل مرحلة وكل بعد، يؤثر في مجالات مختلفة، ويتأثر بجوانب عدة، لذا لا بُدّ من محاولة ذكر التسلسل المنطقي للإدمان، وربط هذا التسلسل بالناحية النفسية فقط قدر الإمكان.
والعلاج الفسيولوجي، فنحن لا ندمن المواد بقدر ما ندمن السلوكيات، لذا يجب عند البحث عن العلاج الناجح للإدمان، تغيير السلوكيات والمعتقدات المعرفية والقيمية، بالتزامن مع تغيير أسلوب الحياة، وسحب المخدرات، ومعالجة الآثار السلبية، والتدخل النفسي هنا سيلعب الدور الأكبر كونه يتعامل مع الاعتماد النفسي، والاعتياد النفسي، والأثر النفسي، والمجال هنا لا يتسع لذكر هذا الأمر الذي يحتاج إلى ندوات أخرى.
الآثار النفسية للإدمان
أولاً: على الفرد نفسه
1ـ اضطراب الإدراك الحسي وتحريف المدركات.
2ـ اختلال الوظائف العقلية العليا مثل التفكير والاستنتاج.
3ـ الاختلال في الاتزان العصبي، وظهور التشنجات التي تؤثر على النطق، وحتى المشي بصورة سليمة.
4ـ تنامي الشعور بالقلق والتوتر لأسباب مختلفة ( توفير الجرعة، مخاوف أمنية وغيرها ).
5ـ التذبذب العاطفي بين المشاعر المتناقضة من حالة الفرح والنشوة والشعور بالرضا إلى حالة الكآبة والحزن.
6ـ الإصابة بالأمراض النفسية المختلفة مثل الاكتئاب.
7ـ العصبية الزائدة.
8ـ التوتر الانفعالي المستمر.
9ـ ضعف القدرة على التكيف مع مختلف المواقف الجديدة ( الاجتماعية، الدراسية، وغيرها ).
10ـ الشعور بالاضطهاد.
11ـ الفكرة السلبية عن الذات.
12ـ الإحساس بالنبذ.
13ـ الإحساس بالفشل.
ثانياً: على أسرة المدمن
1ـ تغيير أدوار الأسرة وخصوصاً الأطفال ( سرقة طفولة الأطفال، وسرقة الحياة من الجميع ).
• الطفل المعبر: يستخدم نفس الوسائل بصورة أشد لجذب الانتباه.
• الطفل المسترضي: يحاول ارضاء المدمن حتى بالضغط على نفسه ولومها.
• الطفل الكتوم: الذي لا يقول شيئاً عن المشكلة.
• الطفل المتكيّف: الذي يتأقلم مع الوضع غير الاستثنائي.
• الطفل المسؤول: الذي يحاول التدخل بصورة مستمرة في حل المشكلة.
2ـ الشعور بالذنب غير الواقعي لدى أفراد الأسرة الآخرين.
3ـ الإسراف في الآليات التعويضية نتيجة الواقع المؤلم الذي يعيش فيه أفراد الأسرة.
4ـ الشعور بالخزي والعار خاصة في مجتمعاتنا التي تنظر إلى المدمن وأسرته على أنها أقل من الآخرين.
5ـ انهيار الثقة بالآخرين تماماً.
الأستاذ الدكتور صاحب أسعد الشمري | Sahib Asaad Wais | 12457