وال نحتاج إىل كثري من العناء للتأكيد عىل إسهام علم األديان املقارن، قديام ويف
العرص احلديث حتديدا، يف مد جسور التواصل بني احلضارات املختلفة، وخلق أرضية
صلبة للحوار بني األديان الكتابية منها) اليهودية واملسيحية واإلسالم( وغري الكتابية إذا
ما دعت الرضورة إىل ذلك. فال جمال للحديث عن حوار حقيقي لألديان جتهل األطراف
املشاركة فيه بشكل مقصود أو غري مقصود األديان األخرى. ولألسف الشديد ففي الوقت
الذي تتصاعد فيه عىل املستوى العامل العريب واإلسالمي الدعوة لالنخراط يف حوار األديان
نالحظ، يف املقابل، أن دراسة األديان دراسة علمية تكاد أن تكون مغيبة يف براجمنا التعليمية،
وال حتتل إال حيزا ضيقا من اهتاممات اجلامعات يف الرشق العريب وشامل أفريقيا. فإذا ما
قارنا أنفسنا بعلامء األديان يف الغرب فلن نجد حرجا يف االعرتاف بأننا ال نزال نخطو
اخلطوات األوىل يف هذا القبيل من العلم املعقد واملتشابك والغامض، والذي ال يزال يف
وعينا وال وعينا اجلمعي أسري الكثري من األفكار املسبقة واألحكام اجلاهزة.
عبد الرحمان الطبيب | abderrahmane tabib | 6568