مدونة بن ورقلة نادية


ما اراه اليوم من وقائع تخل بحرية الصحافة على شبكات و مواقع الكترونية .

بن ورقلة نادية | BENOUARGLA NADIA


30/04/2019 القراءات: 2485  


و نحن على مشارف اليوم العالمي لحرية الصحافة أردت أن أقول انه توجب علينا أن لا ننشر الخبر قبل أن نرصد الأخبار بموضوعية و أن نحرص على معاينتها قبل النشر فشبكات التواصل الاجتماعي بقدر ما فتحت المجال للتعبير فإنها كرست التعصب لأخبار على حساب أخرى فألغى هذا الأسلوب مفهوم التعدد ،و اتهام زمرة المعارضين دون وجه حق ، مما كرس أسسا جديدة لما أسميته بالمجاملات السطحية التي أصبحت تعرض لنا أوجها عدة لما نسميه " بالنفاق الاجتماعي " الذي ينحاز مؤيديه لزمرة من المتشدقين ، الراغبين في نشر صورهم بشكل يكرس تضخم الأنا عندهم بشكل يرضي غرورهم المزعوم و ينزعون إلى الاختلاف لمجرد الاختلاف و فقط .
حرية الصحافة لا تعني أن نقوم بمصادرة الأفكار لأسباب شخصية و أن نعبث بنزاهة البعض لغرض الانتقام و سلب هؤلاء حقهم في العيش بسلام دون التعرض لهم .
إن حرية التعبير لا تدفعنا لان نطعن في أعراض الناس لأسباب واهية ، بل على العكس تماما ، يجب أن نكون مخلصين لذواتنا و مبادئنا حتى لا نزج بها في غياهب التعنت و المضايقات .
استوقفني مشهد مؤثر و أنا أشاهد على اليوتيوب منذ يومين فتاة مغربية شاركت في وقت مضى ببرنامج " مذيع العرب" و التي كانت قد تعرضت لانتقاد لاذع ألحق بها أذى نفسي كبير عندما اتهمت لمجرد أنها عملت كعارضة أزياء في وقت مضى لتعيل عائلتها بعد أن فقدت والدها المعيل و ظلت تكابد عناء العيش لترعى أمها المريضة ، و لكنها بالمقابل لم تستسلم للأحكام التي عصفت بها متناسين أن هذه الفتاة سترفع التحدي و تفند أحكامهم اللاذعة الصادرة في حقها يوما أمام لجنة التحكيم و أمام الملايين من المشاهدين ، بعد أن تعرضت لهؤلاء جميعا و قدمت ما أغاضها من أناس يجهلون ظروفها الصعبة ، التي لم تنل من عزيمتها و تفقدها الرغبة في المضي قدما لتبرهن عن مهاراتها الأدائية في التقديم التلفزيوني ، و لتبرهن بذلك لكل من ظلمها دون أن يراعي حسها الكبير تجاه أهلها و نفسها التي دفعتها لان تظهر في صورة إعلامية أنيقة تنم عن جمال الروح و قبح المجتمع الذي يضمر الكثير من الحقد لأناس يجهلهم و لكنه لا يتواني في التربص بهم فيكيد لهم عداءا كبيرا لسبب وحيد و هم أن ظلموا و لم تنصفهم ظروف الحياة ، في فضاء ازرق تسوده الغوغاء و الفوضى ، و يكشف عن قبح المنتقدين الناقمين و الحاقدين ، فيظهر لنا بجلاء زيف المشهد و تعثر الحقيقة التي تكشف لنا عن قرب كل من ناشد الحرية بأنه قريب من التفاهة و بعيد جدا عن الحقيقة .
و كم أعيب و أنا انتمي إلى هذه المهنة على البعض من الزملاء انه لا يتحرى الخبر و لا يكلف نفسه مهمة البحث عن الحقيقة ، فيكتب لينصف البعض على حساب الآخر دون أن يحاول مجاراة الوقائع و تركيب أجزائها المتناثرة لتظهر لنا الصورة في شكلها المكتمل ، فينشر الحقيقة بشكل مجتزئ و ناقص على منصات و مواقع الكترونية تفصله أميال عن الحقيقة .
في اليوم العالمي لحرية الصحافة ، أرغب في أن نعبر بحرية و لكن أن نكتب بمهنية أيضا و أن ننشر بشرف كما جيء في ميثاق الشرف المهني الذي ينادي بالحيادية و الموضوعية و تقصي الوقائع و التأكد من المصادر حتى لا يفقد الصحفي نزاهته و يصبح الضمير المهني ضميرا مستترا يغذيه التعصب ، التجاهل و الأنانية ...


حرية الصحافة ، الموضوعية ، الحياد ، الحقيقة ، التعنت .