ئارزو محمد مصطفى


كيف تستثمر رمضان في تقوية إرادتك وضبط انفعالاتك؟

ئارزو محمد مصطفى | Arazo Mohammed Mustafa


06/03/2025 القراءات: 5  


كيف تستثمر رمضان في تقوية إرادتك وضبط انفعالاتك؟
كيف تستثمر رمضان في تقوية إرادتك وضبط انفعالاتك؟

شهر رمضان ليس مجرد فترة زمنية للصيام عن الطعام والشراب، بل هو فرصة ذهبية لتعزيز الإرادة وضبط الانفعالات. خلال هذا الشهر الفضيل، يُدعى المسلمون إلى الامتناع عن الملذات الدنيوية، مما يُعزز قدرتهم على التحكم في الرغبات والشهوات. الصيام يُعتبر تدريبًا عمليًا على الصبر والتحمل، حيث يتعلم الفرد كيفية مواجهة التحديات اليومية بإرادة قوية. هذه التجربة الروحية تُسهم في تهذيب النفس وتقوية العزيمة، مما ينعكس إيجابيًا على سلوك الفرد في مختلف جوانب الحياة.

خلال ساعات الصيام، يواجه المسلم مواقف قد تثير الغضب أو التوتر، وهنا تبرز أهمية ضبط الانفعالات. من الوسائل الفعّالة لتحقيق ذلك، الإكثار من الذكر والدعاء، حيث يُسهم ذلك في تهدئة النفس وتقوية الصلة بالله. كما أن قراءة القرآن والتدبر في معانيه يمنحان الصائم طمأنينة وسكينة، مما يُعزز قدرته على مواجهة الضغوط.
قال الله تعالى في سورة البقرة - الآية 153: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
أمر الله تعالى المؤمنين, بالاستعانة على أمورهم الدينية والدنيوية { بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ } فالصبر هو: حبس النفس وكفها عما تكره, فهو ثلاثة أقسام: صبرها على طاعة الله حتى تؤديها, وعن معصية الله حتى تتركها, وعلى أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها، فالصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر, فلا سبيل لغير الصابر, أن يدرك مطلوبه، خصوصا الطاعات الشاقة المستمرة, فإنها مفتقرة أشد الافتقار, إلى تحمل الصبر, وتجرع المرارة الشاقة، فإذا لازم صاحبها الصبر, فاز بالنجاح, وإن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها, لم يدرك شيئا, وحصل على الحرمان، وكذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس ونوازعها إليها وهي في محل قدرة العبد، فهذه لا يمكن تركها إلا بصبر عظيم, وكف لدواعي قلبه ونوازعها لله تعالى, واستعانة بالله على العصمة منها, فإنها من الفتن الكبار.(تفسير السعدي - البقرة - اية ١٥٣)
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر تنظيم الوقت وتوزيع الجهد بين العبادة والعمل والراحة عاملاً أساسيًا في تقليل الشعور بالتوتر، وبالتالي تعزيز الصبر وضبط النفس.

بعد انتهاء شهر رمضان، يمكن للمسلم أن يستمر في تطبيق الدروس المستفادة في تعزيز الإرادة وضبط الانفعالات. فالتعود على الصبر والتحمل خلال الصيام يُمكن أن يمتد ليشمل مواقف الحياة المختلفة، مما يُسهم في بناء شخصية متزنة وقوية. كما أن المحافظة على العبادات والأذكار بعد رمضان تُعزز الاستقرار النفسي والروحي، وتُساعد في مواجهة التحديات اليومية بإيجابية. وبذلك، يكون رمضان نقطة انطلاق نحو حياة أكثر انضباطًا واتزانًا، تنعكس آثارها على الفرد والمجتمع بأسره.


ضبط النفس، رمضان، الرمضانيات، الصبر ، الصلاة، الدعاء


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع