مدونة احمد عمر احمد عمر سالم غلاب
المكتبات الخاصة في روما واليونان
احمد عمر احمد عمر سالم غلاب | ahmed omar ahmed omar salem
02/09/2024 القراءات: 106
كانت أسهل طريقه عند الرومان لتجميع الكتب هو نهب الكتب من المكتبات فى المدن اليونانية المفتوحة وفى بقية المدن. أما من لم يمكن لهم أنشأ مكتبة في بيوتهم بهذة الطريقة فقد كان بإمكانهم أن يشتروا الكتب إذا توفرت لديهم القدرة، في السوق سواء في روما أو في بقية المراكز الثقافية لذلك العصر كالإسكندرية وأثينا. ومن الذين كانو ا يجمعون الكتب الخطيب المعروف شيشرون وكان صديقة وناشر كتبة بومبون هو الذي يشترى له الكتب في اليونان وكانت تأتى له الكتب في مرات أخرى على سبيل الهدية
المكتبات العامة في روما
انتشرت المكتبات بشكل واسع في روما، فبعد أن رأى يوليوس قيصر مكتبة الإسكندرية ذهل فقرر أن يبني في روما مكتبة كبيرة عامة على نمطها، وعهد بذلك الى أشهر كاتب روماني في عصره (مارك ت فارون) الذي توفي سنة 27 ق. م، لكن هذه المكتبة لم تنجز بسبب اغتيال قيصر سنة 44 ق. م، لكن بعد عدة سنوات قام بذلك الشاعر والقائد العسكري أذينة بولبون وقد غطى نفقاتها مما غنمه في
حربه مع الإليبريين في دالماتيا. وقد بني الإمبراطور أغسطس مكتبتين كبيرتين، الأولى سنة 28 ق. م على رابية بالاتينا، والثانية بعدها فوراً في سهل مارس على شرف أخته أوكتافيا.
وكانتا كغيرهما تضم كل واحدة منهما أقساماً مستقلة للكتب اليونانية والكتب اللاتينية كما كانت تزين المكتبات بتماثيل الشعراء والكتاب والعلماء. وقد استمر الأباطرة الذين خلفوا أغسطس في بناء المكتبات، فقد أقيمت مكتبة عامة كبيرة في المعبد الكبير الذي بني تكريماً لأغسطس وزوجته ليف، وكذلك بنى الإمبراطور تيبر مكتبة تيبر، وبني الإمبراطور فسبازيان مكتبة في معبد السلام الذي بناه بعد انتصاره على اليهود. أما أضخم مكتبة عامة في روما فقد بنيت سنة 113م من قبل الإمبراطور ترايان، ودعيت مكتبة أولبيا وكانت تقع في ساحة ترايان ومازالت آثارها باقية إلى اليوم، وهي عبارة عن بناءين متقابلين في ساحة ثرايات بالقرب من ساحة روقانوم التي كانت من أكثر الأماكن ازدحاماً بالمارة. في ذلك الوقت كانت روما تؤكد مكانتها كأقوى مركز ثقافي في حوض المتوسط، فقد أصبحت المكتبات الضخمة التي أقامها الأباطرة مكاناً يجتمع فيه الشعراء والفلاسفة والعلماء وباعة الكتب، حتى ساحة ترايان التي صممت لتكون مجمعاً للعالم الثقافي المتنوع، لذلك كان فيها بالإضافة إلى المكتبة مدرجان على شكل نصف دائرة للمحاضرات والمناقشات وإلقاء الشعر.
مكتبات الحمامات
وفي عصر الإمبراطور ترايان أمر بإقامة مكتبة في حمام عام، وكل ذلك محاولات لتوفير الكتاب للقراء في ذلك الوقت إلى ذروتها، وهو بهذا العمل وفر الكتاب للشعب في الأماكن التي يوجدون فيها وبهذا الشكل انتقل الكتاب إلى وسط الناس وإلى قلب الحياة عوضاً عن أن ينتقل الناس إلى مكتبات معزولة ومحجورة للنخبة المثقفة.
وبهذا الشكل صار الكتاب جزءاً لايتجزأ من الحياة اليومية ووقفاً عاماً بأفضل ما في هذا التعبير من معنى. وقد تابع الأباطرة الآخرون بناء الحمامات على نمط ما قام به ترايان، لذلك نجد مكتبة في حمام كاراكال في بداية القرن 3 م، ومكتبة حمام ديوكلسيان في بداية القرن 4م، وتعد آخر مكتبة عامة بنيت في روما خلال العصر القديم. وفي الواقع إن إقامة المكتبات في الحمامات هو اختراع روماني، كما أن الحمامات ذات سمة الحضارة الرومانية، فالحمامات في العصر الروماني لم تكن فقط للاغتسال والاستحمام، بل كانت أيضاً مكاناً لاجتماعات التجار، ثم مارست لاحقاً دوراً مهماً في الحياة الثقافية بعد أن أصبحت مكاناً يجتمع فيه الشعراء لإنشاء قصائدهم والفلاسفة والعلماء الذين يستعرضون أفكارهم ويدافعون عنها. وقد لعب دوراً كبيراً المهندس الدمشقي المعروف (أبولودور) الذي صمم حمام ترايان في جعل الحمام متعدد الأدوار في الحياة اليومية للسكان في روما. لذلك فقد أدخل أبولودور في تصميم الحمامات قاعات للمكتبة، قاعة للكتب اليونانية وقاعة للكتب الرومانية، وقاعات أخرى للنشاطات الثقافية التي أصبحت تتم تحت سقف الحمامات بالإضافة إلى النشاطات الصحية والرياضية.
المكتبات في اليونان الكلاسيكية
إذا استثنينا مكتبة ميليت التي دمرها الفرس نجد أنه لم يكن يوجد في اليونان، ولا في أثينا مكتبة عامة كبيرة حتى زمن أرسطو(384-322 ق-م)، وكان بعض الحكام المتعلمين قد توصلوا إلى جمع بعض الكتب في قصورهم، إلا أن ما نعلمه من هذه المكتبات ضئيل جداً وغير مؤكد مما يشير في حد ذاته إلى أن تلك المكتبات لم تلعب دورا كبيراً في المراكز التي توجد فيها. وقد كانت مكتبة أرسطو أول مكتبة في اليونان تجمع فيها الكتب حسب نظام معين.
المكتبات في العصر الهلنستي
1- تحتل مكتبة الإسكندرية المعروفة التي أسسها البطالمة في مصر مكانه خاصة بين مكتبات العصر الهلنستى بل في العالم اليوناني والروماني ويعتبر اليوناني ديمتري من فاليرون (حوالى350-285 ق. م)المبادر الروحي والمنظم العملي لهذه المكتبة. وكان بطليموس سوتير الأول (366-283 ق. م) قد اخذ بنصائح ديمتري وأسسا لأجل الأكاديمية في مركز المدينة بالحي اليوناني "
2- مكتبة برغام وكانت هذه المكتبة قد أسسها في نهاية القرن الثالث ق. م أتال سوتير (241-197 ق-م) إلا أنها في عهد وريثة فقط اومين الثاني (197-159ق. م)تحولت إلى مركز للنشاط العلمي و الأدبي وفى الواقع لقد أسست هذه المكتبة على نفس نمط مكتبة الأسكنرية ولكي تنافسها، إلا أن حكام برغام لم يكن لهم من الهيبه كالبطالمة وكذلك أمناء المكتبة لم يكن لهم من الهيبه كما لزملائهم في مكتبة الإسكندرية.
يمكننا القول بان مكتبة الاسكندرية وانشاءها كان اهم حدث على الاطلاق فى تاريخ المكتبات فى الازمنه القديمه ويعزى تخطيط هذة المكتبة الى بطليموس سوتر اول ملوك اسرة خلفاء الاسكندر الاكبر فى مصر اما تنفيذ الخطه فيرجع الى فيلادلفوس ويبدو ان هؤلاء الملوك قد خصو المكتبه باموال ضخمه اذكانت غايتهم جمع ادب اليونان كله ولم يكن يحول دون غايتهم حائل فقد قيل مثلا انهم كانو يصادرون ماتحملة السفن من كتب عند رسوها بميناء الاسكندرية وانهم حين استعارو من اثينا اعمال مؤلفى
روما واليونان
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع