العقيدة هي المنهج الرباني في بناء النفس الإنسانية (ج3)
د.عبد الله كركيش. | ABDELLAH KERKECH
12/02/2024 القراءات: 679
العقيدة هي المنهج الرباني في بناء النفس الإنسانية
العقيدة هي الضابط الأمين الذي يحكم التصرفات ويوجه السلوك، ويتوقف على مدى انضباطها وإحكامها كل ما يصدر عن النفس من كلمات أو حركات، بل حتى الخلجات التي تساور القلب والمشاعر التي تعمل في جنبات النفس والهواجس التي تمر في الخيال، هذه كلها تتوقف على هذا الجهاز الحساس. فالعقيدة إذا هي دماغ التصرفات، فإذا تعطل جزء منها أحدث فسادا كبيرا في التصرفات وانفراجا هائلا عن سوي الصراط .
ولذا فقد عني القرآن الكريم ببناء العقيدة، فلا تكاد تخلو أية سورة مكية كانت أو مدنية
من شد الإنسان بكليته إلى ربه، وربط كل تصرف بهذه العقيدة التي تمثل القاعدة الأساسية لهذا
الدين الذي لا يقوم بدونها، وبخاصة السور المكية التي خصصت جزءا هاما لبناء هذه العقيدة فلقد كانت العقيدة هي المحور الأساس الذي عالجته السور المكية على غرار المواضع الأخرى.
وعلى هذا فإن جل الانحرافات التي تعانيها في سلوكنا أفرادا أو جماعات راجعة بكليتها إلى الانحراف في التصور العقدي، فالناس في هذه الأيام بحاجة إلى بناء العقيدة من جديد، وإلى تصحيح التصو الاعتقادي .
ويقوم هذا الدين على:
1- حقيقة الألوهية.
2- حقيقة العبودية.
3- الصلة بين العبد وربه.
هذه أمور ثلاثة لا بد من استقرارها في النفوس معرفة الله وقدره، ومعرفة العبد وجوده
والصلة بين الخالق والمخلوق.
وقد أصبح اليوم لدينا شيئا مألوفا أن نرى شخصا يداوم على العبادات وهو في نفس الوقت يزاول أعمالا تخرجه من إطار هذا الدين كالاستهزاء بسنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بفروضه وردت في محكم التنزيل، وهو لا يعلم أنه بالاستهزاء إنما يهزأ من أوامر الله ويسخر منها، وهذا الذي اتفق أهل الذكر من هذه الأمة، أنه يعني ردة المستهزئ وخروجه من الإسلام.
ومن هذا القبيل سب الدين، أو سب الله أو رسوله، فمن فعلها حكم عليه بالردة، وقد قال بذلك مالك والشافعي وأحمد والليث وإسحق مستندين إلى قوله تعالى: وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم
وقد أصبح اليوم لدينا شنا مألوفا أن نرى شخصا يداوم على العبادات وهو في نفس الوقت يزاول أعمالا تخرجه من إطار هذا الدين كالاستهزاء بسنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بفروضه وردت في محكم التنزيل، وهو لا يعلم أنه بالاستهزاء إنما يهزأ من أوامر الله ويسخر منها، وهذا الذي اتفق أهل الذكر من هذه الأمة، أنه يعني ردة المستهزئ وخروجه من الإسلام .
ومن هذا القبيل سب الدين، أو سب الله أو رسوله، فمن فعلها حكم عليه بالردة، وقد قال بذلك مالك والشافعي وأحمد والليث وإسحق مستندين إلى قوله تعالى: ﴿وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَفَتِلُوا أَيمةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ}.[سورة التوبة آية 12] .
وعلى هذا فإني أرى أن التركيز على مسائل فرعية من الشريعة بالنسبة للناس أمر غير منطقي بل محاولة عابثة لاستنبات البذور في الهواء، ولا يمكن أبداً بتجميع أغصان نضرة مع بعضها في الهواء أن يتكون منها شجرة ذات جذور ضاربة في أعماق الأرض، لا بد من سلوك المنهاج الرباني الذي رسمه الله لهذا الخلق.
فلا بد من زرع البذرة في التربة، ثم تعهدها حتى تستوي قائمة على أصولها، ثم تمتد بفروعها وأفنانها. وهكذا بالنسبة لهذا الدين العظيم لا بد من اقتفاء السبيل الذي رسمه الله لهذا الكائن حتى يحمل هذا الدين لا بد من بناء الأساس بغرس البذرة في أعماق الأرض - أي غرس العقيدة في أعماق القلب.
العقيدة- المنهج الرباني- غرس العقيدة في القلوب
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع