مدونة د. عبدالكريم محمد حسين الروضي


ثورة المعرفة بقلم د.عبدالكريم محمد الروضي الخميس 16 يناير 2020م ماليزيا – كوالالمبور

د. عبدالكريم محمد حسين الروضي | Dr. Abdulkarem Mohammed Hussein Al-Rawdhi


16/01/2020 القراءات: 3421  



تعي كثير من المنظمات اليوم أهمية المعرفة فيها وأنها من الأشياء المهمة التي يجب المحافظة عليها وتطويرها وأنها تعتبر من الأصول المهمة في المنظمة لذلك تسعى في توفير كل السبل والوسائل المتاحة لتهيئتها والاستفادة منها واستخدامها والمحافظة عليها وأن ما يؤكد الحاجة إلى عمليات إدارة المعرفة أن المنظمة تتعرض إلى خسارة في رأس مالها عندما يترك أحد موظفيها من ذوي القدرات العالية أو من قياداتها العمل بها دون تسجيل خبراته ونقلاً إلى من يخلفة، والمعرفة هي واحدة من العوامل الهامة لرجال الأعمال لكسب والحفاظ على الميزة التجارية والتنافسية ، وتواجه الكثير من المنظمات الحديثة في جميع المجالات موجة من التحولات والتغيرات السريعة التي تجتاحها ومن أهمها ثورة المعرفة ونتيجة لتكل المتغيرات أصبح لزاماً على المنظمات الاهتمام بالمعرفة التي تمثل المصدر الاستراتيجي الأكثر أهمية في سيطرة ونجاح المنظمات أو فشلها، وتعتبر الأزمات المالية التي تجتاح العالم من أكثر التحديات إلحاحاً التي تواجهها البلدان والأعمال التجارية في بيئة الأعمال العالمية اليوم.
وقد ركزت معظم الاستجابة للأزمة المالية على جوانب الاقتصاد الكلي وتمت الاشارة بضعف إلى جوانب رأس المال البشري وتجدر الإشارة إلى أنَّ الاعتماد على الأرباح المحتملة فقط كمقياس لرأس المال البشري هو رؤية محدودة ولا تعكس الأرباح بالضرورة جوانب رأس المال البشري بدقة ، وهناك القليل نسبياً من البحوث بشأن دور رأس المال البشري ألذي يعد أحد القضايا الرئيسية في عصر العولمة الجديد استجابة للتفاعل المتزايد للعولمة وأداء الأعمال. وتهتم جميع فروع العلوم الاجتماعية الحديثة اليوم بمفهوم رأس المال البشري لأن الافراد والمؤسسات والدول جميعها تعتقد اليوم أن رأس المال البشري من أهم العوامل في الأمن والنجاح وهذا المفهوم أصبح من المفاهيم الأساسية في جوانب التحليل الاقتصادي المعاصر ، وحسبما يراه الكثير من الباحثين فإن أهم العناصر التي يتكون منها رأس المال البشري هي القدارت والمهارات التي يمتلكها العنصر البشري وما يكتسبه من الخبرات خلال التطبيق العملي للمعارف في المنظمات والمؤسسات وحالة الإبداع التي تصل إليها الموارد البشرية .
كما يعتبر التدريب في المنظمات الحديثة أداة للتنمية ووسيلة هامة من وسائلها وهذه الأداة التي إذا أحسن استثمارها وتوظيفها بالطريقة السليمة والصحيحة تمكنت من تحقيق الكفاءة والكفاية في الأداء والإنتاج وفي الآونة الأخيرة تزايد الاهتمام بوظيفة التدريب نظراً لارتباطها بمستوى أداء الفرد للوظيفة التي يشغلها والكفاءة الإنتاجية ، ومن المهم معرفة أن الانفاق على التعليم هو تكوينٌ لرأس المال البشري وزيادةٌ للمعرفة المتكونة لديه وكل الدول في العالم تهتم بهذا الجانب وتعتبره من الجوانب المهمة والرئيسية داخل المنظمات لما له من مزايا كبيرة وقد أوصى كثير من الباحثين في دراساتهم بضرورة إجراء الدراسات على رأس المال البشري ودراسة العلاقات بينه وبين الأداء لمعرفة الأثر المترتب على زيادة العناية برأس المال البشري وزيادة جوانب التدريب والتطوير لدى العاملين لتحسين المهارات والقدرات لديهم مما يؤدي إلى التقليل من مشكلة ضعف الأداء الموجود لدى العاملين وزيادة الإنتاجية.
إن مشكلة الأداء من المشاكل التي طالما اهتمت المؤسسات ببحثها لمعرفة العوامل المؤثرة عليه وأسباب رفع الأداء إلى المستوى المطلوب ومن هذه العوامل التي تؤثر عليه تأثيراً كبيراً وترفع من مستواه هو التدريب والتطوير وزيادة الخبرة لدى المورد البشري .


الموارد البشرية ، رأس المال البشري ، الأداء ، المعرفة ، التدريب ، عبدالكريم الروضي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع