العدد السادس عشر تقارير
تغطية اعلامية لأسبوع البحث العلمي / تقارير
20/02/2022
مها شرف
لمدة ستة أيام متتالية من تاريخ 1- 6 أيلول 2021م عُقدت فعاليات أسبوع البحث العلمي في عصر التحول الرقمي، وذلك برعاية جامعة جدارا، المملكة الأردنية الهاشمية- والجامعة التقنية الشمالية، العراق، ومنصة أُريد الدولية للعلماء والخبراء والباحثين الناطقين بالعربية، وبهذه المناسبة قدم الدكتور سيف السويدي المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة أُريد كلمة في بداية الافتتاح، سلط الضوء فيها على أهم ما سيبث في هذا الأسبوع، والهدف منه؛ وهو اختصار الوقت والمال في فهم أساسيات البحث العلمي في عصر التحول الرقمي، وهذا ما يطمح إليه كل طالب علم في مراحل الدراسات العليا وحتى الأولية، ووضح أن من ليس لديه مهارات كافية قد يستغرق وقتاً طويلاً في فهم أساسيات البحث العلمي ومهاراته، وأدواته، ومن خلال هذا الأسبوع يمكن أن يختصر الطريق، بالإضافة إلى التدريبات التي ستطرح هي معلومات محدّثة يمكن أن تسد بعض وجهات الطلبة والعلماء والخبراء، وأشار السويدي إلى أن هذا الأسبوع صُمم لتقديم النصيحة العلمية للباحثين لتأسيس قاعدة صلبة للباحثين الناطقين بالعربية، وتعد الدورات التي ستسجل في قناة اليوتيوب والمواقع التابعة للمنصة مصدرا للرجوع إليه، أو يمكن تسميته بدليل إرشادي للدراسات العلمية ونشر هذه البحوث في الدوريات والمجلات العلمية، وأضاف إلى أن ما يميز هذا الأسبوع بالإضافة إلى المحاضرات وورش العمل هو وجود خبراء بارزون لهم خبرات واسعة على مر سنوات عديدة في هذا المجال، كما بين أن بعد انعقاد هذا الأسبوع سيكون هناك محاضرات علمية متخصصة في نظام عليم، وفي نهاية كلمته أبدى شكره الكبير إلى الجهات الراعية والداعمة لهذه الفعالية العلمية وهي جامعة جدارا، والجامعة التقنية الشمالية، كما قدمت الأستاذ المشارك الدكتورة أميرة زبير رفاعي سمبس عضو الهيئة الاستشارية العليا بالمنصة قصيدة للأستاذ خالد بن فتحي الآغا، استهلتها بأهمية هذا اللقاء الذي جاء ليعانق الفكر والثقافة من خبراء من شتى أنحاء الوطن العربي، وذلك لتأسيس قاعدة علمية رصينة، وبعد ذلك قدم الأستاذ الدكتور سلطان أبو عرابي العدوان رئيس جامعة اليرموك، ورئيس اتحاد الجامعات العربية الأسبق، كلمة رحب بها بالمشاركين والحضور ومدى أهمية هذا الأسبوع وما سيقدم به، ثم عرج على واقع البحث العلمي في الوطن العربي الذي تراجع كثيراً خلال القرن الماضي وهذا القرن، وشدد على ضرورة الاهتمام بأمور البحث العلمي، وركائز البحث العلمي كثيرة ومن أهمها الإرادة السياسية وما هي آلية الارتقاء بالبحث العلمي وخاصة البحث العلمي التطبيقي الذي نحتاجه في حياتنا اليومية، بالإضافة إلى التمويل الذي يعد من أهم الأمور التي نحتاجها بالبحث العلمي، وتابع أن العالم العربي غني بالموارد الاقتصادية، والموارد البشرية لكن جميع هذه الأموال تصرف على أمور بعيدة كل البعد عن البحث العلمي وما يساعد على ارتقائه، لذلك يجب على العلماء أن يرتقوا بالبحث العلمي، وفي النهاية دعا أن تؤدي هذه المحاضرات في هذا الأسبوع الهدف لرقي البحث العلمي. ثم جاءت كلمة الأستاذ الدكتورة علياء عباس العطار رئيس الجامعة التقنية الشمالية في العراق التي استهلتها بالتعريف بالجامعة التقنية الشمالية وكلياتها، وبعد ذلك أشادت بدور منصة أُريد لتحسين واقع البحث العلمي من خلال تشجيع الباحثين على تطوير قدراتهم ورفد جوانب العلم والمعرفة ودعم وتطوير المجتمع ومده بنتاجات البحث العلمي من بحوث رصينة وبراءات اختراع ودراسات استراتيجية ومشاريع تطبيقية، فضلا عن مقالات علمية متخصصة، وتوثيق تلك النشاطات ونشرها على شبكة المعلومات الدولية، وأضافت أن منصة أُريد تفردت اليوم عن باقي المنصات كونها تحتضن الباحثين و الاكاديمين الناطقين بالعربية، وتجمعهم بمكان واحد ليكون لهم بصمة أصيلة، وبهذا فإنها ترسم خارطة التميز والإبداع للبحث العلمي والعربي، ولتكون رائدة للحركة العلمية في العالم أجمع، وبعد ذلك وضحت أن من أولويات الجامعة التقنية الشمالية هو التميز والإبداع في جميع جوانب البحث العلمي والعمل على إنجاز البحوث التطبيقية التي من شأنها تعمل على ارتقاء واقع الجامعات ودخولها إلى التصنيفات العالمية وخصوصاً في عصر التحول الرقمي السريع الذي يشهده العالم أجمع في مختلف الأصعدة، وشهدت المسيرة البحثية قفزات متقدمة في الأعوام الأخيرة تصل إلى قرابة ألف بحث منشور ضمن مستوعبات سكوبس وغيرها، بالإضافة إلى البحوث المنشورة في المجلات المحلية الرصينة، وبينت أن هدف الجامعة هو توطيد التعاون وفتح أواصره مع جميع الجامعات والمنصات لتحقيق هذا الهدف، وعلى معظم الأصعدة، وفي الختام شددت العطار على دور هذا الملتقى الذي سيكون له بصمة رائدة في هذا المجال. ثم جاءت كلمة جامعة جدارا من قبل رئيسها الأستاذ الدكتور محمد هاني عبيدات رئيس جامعة جدارا، والتي بين فيها على مدى أهمية هذه المشاركة من خلال منصة أُريد؛ التي تعد قاعدة بيانات مُثلى توفر مهارات بحثية عصرية للتواصل والتفكير العلمي والإبداعي، ومن خلالها يستشرف تقدما في أبحاثنا، تنهل من العلوم المختلفة لتعضيد العلاقات البحثية البينية وغيرها، وأضاف على الرغم من أن الفرق بين الغرب والعرب هو نقطة ولكنها كبيرة جداً في مجال البحث العلمي، ذلك أن الأبحاث في الغرب ناتجة عن حاجة حقيقية في التنمية أو لحل معضلة واقعية وغالباً ما تكون مدعومة من القطاع الخاص لحاجات أساسية رئيسة يمكن حلها من قبل طلبة الدراسات العليا وغير ذلك، أما أبحاث أمتنا ما هي إلا وسيلة للترقيات وتوضع في النهاية على الرفوف، وغالباً غير مرتبطة بمشاكل واقعية وحاجات حقيقية، وأضاف إلى أن الجميع اليوم مدعو لمواءمة أبحاثنا مع خطط التنمية لتنعكس على منظومة متكاملة وتشبيكية ناتجة عن رؤية وخطط استراتيجية، كما بين أننا مدعون أيضا أن تعكس أبحاثنا حاجيات القطاعين الخاص والعام، أو لخطوط الانتاج والابتكار، وكذلك مدعون لتكون الأبحاث مشاريع حقيقية لدعم الدراسات العليا وأن تكون تطبيقية على الأرض، وتعزز الحلول الواقعية لتحسين الكفاءة والنوعية والإنتاجية والتشاركية أكثر بين الجامعات والقطاعين العام والخاص، وخلق ثقة متبادلة بالفعل لا بالقول فقط، كما نوه إلى ضرورة تكريم الباحثين وتحسين أحوالهم وتحقيق التميز في مجالاتهم المختلفة، ولدعم صناديق البحث العلمي من قبل القطاع الخاص والحكومات المختلفة، وعلى الرغم من الجهود المبذولة في المنظومة العربية من أجل تطوير البحث العلمي الا أنه لا زال هناك الحاجة إلى عقلية متمكنة لتطوير البحث العلمي، وأرجع عبيدات ضعف البحث العلمي في وطننا العربي لقلة التمويل من قبل القطاع الخاص، فتمويل البحوث في وطننا هو من قبل الحكومات، بينما في الغرب يتولى القطاع الخاص التمويل لهذه البحوث، وعليه تحتاج الدول العربية إلى ثورة بيضاء لتطوير واقع البحث العلمي لينعكس على خطط التنمية والتطوير في القطاعات المختلفة ورفاه المواطن، وإلى أدوات جديدة لتوطين التكنولوجيا العصرية لاستخداماتها في البحث العلمي، كما أضاف أنه مع انطلاق الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي فإن منظومة البحث العلمي باتت أدواته تعتمد على الأرقام والتكنولوجيا من حواسيب وإنترنت وخليويات، ولهذا يجب أن يواءم البحث هذا العصر؛ عصر الألفية الثالثة الرقمية.
ومن ثم جاءت كلمة الأستاذ الدكتور عبد الرازق مختار محمود عضو اللجنة الاستشارية الموحدة بالنيابة عن اللجنة الاستشارية وضح فيها أن البحث العلمي له دور كبير في تنمية وتطوير المجتمعات والأفراد، وتوسيع مداركهم والارتقاء بالمعرفة العلمية، ما يسهم في تطوير المجتمع ثقافيا وعلميا واجتماعيا واقتصاديا، وتابع المختار بأنه مع التغيرات السريعة في المجتمعات في العصر التقدمي الحالي والاتجاه المتسارع نحو وظيفة التكنولوجيا في جميع مناحي الحياة تزداد قيمة البحث العلمي وتطبيقاته في الوصول إلى الجودة اللازمة لتحقيق الأهداف المنشودة والتقدم الاجتماعي والاقتصادي محليا وعالميا، بالإضافة إلى بناء علاقات علمية فعالة بين الأكاديمين ومختلف المؤسسات والتعرف على تجارب البحوث المتقدمة، بغية تبني رؤية مستقبلية شاملة متكاملة تثري الفكر وترتقي بالإمكانات واستغلالها بأفضل صورة ممكنة، كما أكد أن الاستثمار بالبحث العلمي ودعمه والعمل على تسهيل العقبات التي قد تواجه الباحثين عند إجراء البحوث مفتاح التقدم والابتكار والإبداع لأي مجتمع، ومن هذا المنطلق يأتي أسبوع البحث العلمي في عصر التحول الرقمي كأحد أهم أنشطة نظام عليم للتعليم الإلكتروني، وهو سلسلة متكررة متطورة من المحاضرات المتخصصة التي رعتها منصة أُريد بما قد يسهم في بناء وإثراء وتطوير مهارات البحث العلمي لدى فئات متنوعة مع الباحثين، وفي هذا السياق يأتي هذا الأسبوع بمجموعة من المحاضرات المتنوعة التي تربط بين مهارات البحث العلمي بصفة عامة، وبين تلك المهارات التي يفرضها التحول الرقمي، وفي النهاية وجه المختار شكره لنظام عليم وفريقه ولرئيس منصة أُريد الدكتور سيف السويدي وللجهات الراعية على مبادرتهم الثمينة.
وتوالت بعد حفل الافتتاح محاضرات الأسبوع العلمي لمدة ستة أيام، وهي كالتالي:
1- واقع التعليم العالي بالبحث العلمي بالوطن العربي، قدمها الأستاذ الدكتور سلطان أبو عرابي العدوان.
2- استشرافُ المستقبل في الأبحاث العلمية، قدمها أ. د وليد فارس.
3- مهارات الباحث العلمي الأساسية في عصر التحول الرقمي، قدمها أ. معد أحمد الحاكم.
4- صناعة الأطروحة العلمية، قدمها أ. د سيف جبار المياح.
5- صناعة الورقة البحثية والنشر في المجلات العلمية المحكمة، قدمتها د. مريم قيس.
6- تصميم البحث RESEARCH DESIGN
قدمها د. سيف السويدي.
7- تحليل البيانات الإحصائية، قدمها أ. م. د إيهاب إسماعيل أحمد.
8- الأخطاء الشائعة في كتابة الأطروحات العلمية باللغة العربية، قدمتها أ. م. د أميرة زبير رفاعي سمبس.
9- الأخطاء الشائعة في كتابة الأطروحات العلمية باللغة الإنجليزية، قدمها أ. م. د فاضل محمد لفتة.
10- محاضرة بعنوان الدراسات البينية في الأبحاث العلمية، قدمها أ. د داود عبد الملك الحدابي.
11- مهارات التواصل العلمي عبر المؤتمرات والندوات العلمية، قدمها أ. د ياسر طرشاني.
12- تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأدواته في البحث العلمي، قدمها الدكتور سيف السويدي.
وتم خلال هذا الأسبوع تقديم ورشتين تدريبيتين الأولى بعنوان: برامج كتابة المصادر في الرسائل والأطاريح والبحوث العلمية، قدمها أ. م. د فاضل محمد لفتة، وأ. مصطفى محمد شلبي.
والثانية بعنوان: مشاكل الباحثين ومقترحاتهم واستفساراتهم وكيفية مساعدتهم، تضمنت مجموعة من الأسئلة التي تخص البحث العلمي وقدم المحاضرون الأجوبة عليها، والتي طرحت الأفكار والآراء والمشاكل التي تواجه الباحث في البحث العلمي.
كما تم تقديم ندوة علمية بعنوان: دور المنصات الرقمية في خدمة البحث العلمي.
وعلى مر الأيام الستة لهذا الأسبوع قدمت الدكتورة ابتسام حلالي في كل يوم فقرة بعنوان: زاوية من منصة أُريد
وفي حفل ختام أسبوع البحث العلمي في عصر التحول الرقمي، تم توجيه الشكر للجامعات الراعية الجامعة التقنية الشمالية في العراق وجامعة جدارا في المملكة الأردنية الهاشمية، ورؤسائها الذين تبنوا هذا الأسبوع، من قبل الدكتور سيف السويدي وللمحاضرين الذين قدموا محتوى متميزا وعميقا، وإيصال رسالة منصة أُريد في المؤسسات التعليمية ودعوتهم للمشاركة في خدماتها ونشاطاتها المستمرة، وأشار السويدي إلى عدد المحاضرات التي تجاوزت العشرين وعدد المشاركين الذي وصل لأكثر من 1500 مشارك، وبين أن هذا الأسبوع حقق للباحث فهم أساسيات البحث العلمي بما قدم من معلومات محدثة، ومعاصرة ناتجة عن خبرات كبيرة والتي تعد كنز لطلبة الدراسات العليا.
وتمخض عن هذا الأسبوع مجموعة من المقترحات والتوصيات:
1- التدريب على استعمال اللغة العلمية منذ وقت مبكر، وذلك بأن تكون الكلمات دالة المعاني بكل ثقة ووضوح.
2- التركيز على الاستخدام المنطقي في الانتاج ومناقشة الآراء بكل موضوعية.
3- الإفادة من التراث العلمي العربي والمصطلحات المستخدمة في الميادين العلمية وربطها بماضي الأمة العربية وتراثها بحاضرها ومستقبلها.
4- العمل على وضع مبادئ ومعايير للكتابة العلمية الأكاديمية باللغة العربية وتعميمها على أوسع نطاق تمكينا للكاتبين من استخدام هذه اللغة والعمل على نشر الثقافة العلمية في جميع مجالات الحياة.
5- التأكيد على منح المجالات العلمية في الدراسات العليا والتشجيع على الالتزام بالأساليب العلمية في صوغ رسائل الماجستير والدكتوراه وفي ترقية أعضاء الهيئة التدريسية بحيث يؤخذ بالحسبان مدى التمكن من مهارات استخدام الكتابة العلمية باللغة العربية.
6- التركيز على دراسة قواعد الإملاء والنحو والإكثار من الرجوع إلى المعاجم ومطالعتها.
7- جمع عناوين الدراسات السابقة لآخر خمسة أعوام لمساعدة الباحثين.
8- عمل دليل للعناوين المقترحة وأولويات البحث العلمي.
9- إنشاء قسم التطوير البحثي في مراكز البحث العلمي في الجامعات، الذي يشرف على تطوير المهارات اللازمة للباحثين في الجامعة.
10- ضرورة التطوير الذاتي عند الباحث والذي يجب أن يتوقف عند كل جديد للبحث العلمي.
11- وضع امتحان تحديد مستوى للباحث الذي يتقدم للدراسات العليا، يشمل امتلاكه للمهارات المناسبة للبحث العلمي.
12- تطوير البرامج للمستخدمين للمصادر والمراجع، وخاصة من ناحيتي المشاهدة والتطوير.
13- التعاقد مع مراكز ومختبرات الإنتاج لتطوير البحوث العلمية إلى منتجات وخدمات يستفاد منها.
14- وأخيراً السعي لإطلاق نظام التمويل الجماعي عبر منصة أُريد؛ لتمويل البحوث العلمية.
العدد السادس عشر تغطية اعلامية لأسبوع البحث العلميمواضيع ذات صلة