يُعتبر مفهوم المواطنة فكرة اجتماعية و قانونية و سياسية ساهمت في تطور المجتمع الإنساني بشكل كبير، كما أن "اجتماعية الفرد الطبيعية" تُعد المدخل الأساسي إلى المواطنة، لأن التقاء الأفراد يؤدي إلى تشكيل جماعات، و هو أمر ملح و ضروري لتلبية طبيعة احتياج الآخرين، و ذلك عن طريق عرض الفرد خدماته للحصول على منافعه، و أيضاً للدفاع عن نفسه.
فأتت حاجة الأفراد لتشكيل مُجتمع إنساني، ينخرط الأفراد فيه ضمن أُطر ثقافية و اجتماعية و سياسية و اقتصادية و دينية، إلا أن هذا الأمر يستوجب على الفرد إنتاج علاقات متنوعة ضمن هذا المجتمع، لينتظم الفرد في مجتمعه و مؤسساته على اختلافها، الأمر الذي ينقله من الحالة الطبيعية إلى الحالة المدنية، و التي تُحدث فيه تبديلاً ملحوظاً، ليحل العدل مكان الوهم الفطري، و تُصقل أفعاله بأدب كان بحاجة له، هنا يحل صوت الواجب مكان الباعث الجسماني، و الحق مكان الشهية، الأمر الذي يحذو بالفرد على المسير ضمن مبادئ أخرى، مستشيراً عقله قبل رغباته و ميوله.