اهتمَّ علم اللغة الحديث بدراسة الأصوات اللغويَّة اهتماماً كبيراً، وظهرت مدارس لغويَّة كرست دراستها للأصوات، وحدَّدت طرائق دراستها. ومن تلك المدارس مدرسة براغ التي اشتهرت بالاهتمام بالدراسة الصوتيَّة. وقد قسمت دراسة الأصوات على قسمين رئيسين هما : علم الأصوات (Phonitics )، وعلم وظائف الأصوات ( Phonologie ). ويقصد بالفونيتكس دراسة الخصائص الفيزيائيَّة للصوت اللغوي، والاهتمام بأحوال الصوت منذ خروجه إلى حال وصوله إلى أذن السامع، وشمل ذلك دراسة خصائص الصوت، وصفاته، ومخارجه، والأحوال الناتجة عن ذلك ، أمَّا الفونولوجيا فقد اهتمَّ بوظائف الصوت اللغوي وعلاقته بالمعنى . وسوف تشتمل هذه الدراسة على الجوانب المتَّصلة بمخارج الصوت اللغوي، وصفاته، ووظائفه من خلال القراءات القرآنيَّة، وعلاقة ذلك بالدلالات في كتاب التحرير والتنوير، وسنبدأ بصوت الهمزة .