الخطاب الالهي المباشر للمؤمنين الحلقة الثانية (الايمان)
د حازم الشيخ الراوي | D.HAZIM AL SHEIKH ALRAWI
05/08/2021 القراءات: 2279
وردت كلمة الايمان في الخطاب الإلهي المباشر للمؤمنين في كل من الآية 136 من سورة النساء والآيتين 10 و11 من سورة الصف. وكذلك في الآية 28 من سورة الحديد. ففي الآية 136 من سورة النساء يقول الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا"
أما في الآيتين 10 و11 من سورة الصف فيقول عز وجل" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ 0 تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ". وفي الآية 28 من سورة الحديد يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
والإيمان لغة من آمنَ يُؤمنُ إيماناً، فهو مؤمنٌ، وهو من الأمن والطمأنينة، أي ضدّ الخوف، بمعنى إعطاء الأمان، ومن ذلك قوله تعالى في الآية 4 من سورة قريش (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْف) وقوله سبحانه في الآية 125 من سورة البقرة (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً).
وجاء الايمان بمعني التصديق، كما في قوله تعالى في الآية 17 من سورة يوسف (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ). وهو نقيض الكفر والاعتقاد بكل ما أوحاه الله. أما اصطلاحا فالإيمان هو الاقرار باللسان وما يستقر في القلب بمُطلَق التّصديق والانقياد لله سبحانه. فهو قولٌ باللسان، واعتقادٌ بالقلب، وعملٌ بالجوارح.
أما الإيمان شرعا فهو الاعتقاد والقناعة بجميع ما جاء به القرآن الكريم وبما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بوصفه صلوات الله عليه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي. فالإيمان هو العقيدة التي فرضها الله عز وجل على عباده ليجعل المؤمن يفعل ما يجب عليه من أعمال القلب والجوارح، فيكون جزاؤه الثواب والجنة. وبدون الإيمان لا وجود للعقيدة، والعقيدة مقصودة في القلب الذي هو أشرف ما في الإنسان، الذي هو التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
والإيمان هو الاعتقاد المطلق واليقين الثابت بأن الله عز وجل أعظم من كل شيء وأكبر من كل وصف وهو الواحد الاحد الفرد الصمد، وهو القوي القادر القدير المقتدر، فيلتزم المؤمن بأوامر الله تعالى ونواهيه، ويسعى لكسب ثوابه، بعد التوكل عليه. قال تعالى في الآية 31 من سورة المدثر (ويزدادَ الذين آمنوا إيمانا). وعموما فانه لا دين لمن لا ايمان له، فغير المؤمن هو الكافر والعياذ بالله.
وقد وردت العديد من الآيات القرآنية الكريمة التي تتناول الايمان وتؤكد عليه باعتباره المحور الاساسي للعقيدة الاسلامية فيقول عز وجل في الآية 11 من سورة التغابن (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم). وقوله تعالى في الآية 29 من سورة الملك (قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين). وقوله سبحانه بالآية 91 من سورة النحل (واوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون) وهنالك العديد من الآيات الاخرى في هذا الصدد، وجميعها دعت إلى الإيمان بمعنى التصديق والتسليم.
أما في الحديث الشريف فجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (الإيمان بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله الا الله وأدناها اماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان).
وإذا كان الايمان ينطوي على جانب نظري معقود بالقلب ومعلن باللسان، فان الله سبحانه وتعالى أقرنه بالجانب العملي الاجرائي المتمثل بالعمل الصالح في العديد من الآيات القرآنية التي ما كادت تخلو من الربط بينهما. وقد بشر الله المؤمنين الذين يتمسكون بالعمل الصالح بثواب عظيم والمغفرة والأجر الكبير والعظيم وغير الممنون، كما ضمن لهم جنات الفردوس والنعيم والمأوى التي تجري من تحتها الأنهار. قال تعالى في الآية 277 من سورة البقرة (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
المؤمنون .. العقيدة ..
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة