مدونة الدكتور محمد ماهر محمد السيد عبيد


ارجو الانتباه : أُسُسْ هامة لا غِنَى عنها فى الحوار الدعوى

بروفيسور د . محمد ماهر محمد السيد عبيد | Prof Mohamed Maher Mohamed alsayed


09/03/2021 القراءات: 2941  



1 - الحوار واحد من أهم الوسائل المشروعة للدعوة إلى الله تعالى كما رأينا في القرآن وفي سنة رسول الله , سواء دعوة الأفراد أو الجماعات،وسواء دعوة المسلمين لمزيد من التفاهم ونبذ الخلاف والتعلم , أو دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، أو التفاهم والتعارف وإزالة سوء الفهم.
2 – لا شك أن الحـوار الجاد يثمر فوائد جمة إذا امتلك الداعية أدواته وهو يحـاور الآخرين، ومن المؤكد أن الحوار- وفق أسس منهجية - نافذة من نوافـذ الخير والنور , والتى تصل مباشرة الى قلب السامع ويعيها عقله .
3 - تتغيير أفكار واتجاهات المحاوَرين وميولهم عقب اقتناعهم عقلياً ووجدانياً بمفاهيم ومعان جديدة أو مغايرة لما يؤمنون به سابقاً من خلال الحوار المتبادل القائم على الحجج والبراهين والأدلة كما حدث بين الأنبياء وبين من آمنوا بهم من قومهم , حتى الذين عاندوا , تغيرت مفاهيمهم ولكنهم استكبروا واستحبوا العمى على الهدى .
4 – الهدف الأسمى والمرجو هو كسب رضا الله تعالى ومحبته وصحبة نبيه، بالاهتداء بهدى القرآن في استخدام أسلوب الحوار بين الأنبيلء وأقوامهم .
5 – رأينا فى أكثر من موقف عرضه علينا القران الكرين أن الحوار يساعد على عرض الأفكار من قبل الطرفين والحجج والأدلة على صحة الطريق الذي يمشون به، فهو يدفع الشبهات ويجعل المحاور قادراً على عرض أسبابه وغاياته وتوضيح الشبهات لمن يريد الوصول للحق من القوم .
6 – لابد فى الحوار البنَّاء من تحديد القضية التي سيتناولها الحوار، وتحديد الهدف الحقيقي منها، حتى لا يتداخل الحوار بمواضيع غير مناسبة، ويوصل الأطراف إلى التجادل العقيم وغير المجدي .
7 – من خصائص الحوار الناجح : أن يبتعد الحوار عن التعصب لفكرة معينة، والسماح لجميع الأطراف بطرح أفكارهم بحرية وضمن أهداف معينة ومشتركة بينهم جميعاً .
8 – تعلمنا من الحوارات القرآنية كيفية التواضع واحترام الطرف الآخر, الاستماع الجيد وعدم مقاطعة الآخرين أثناء حديثهم كما رأينا فى حوار النبى صلى الله عليه وسلم مع عتبة بن ربيعة , تهيئة الجو المناسب للحوار والهدوء أثناء الحوار .
9 - من ثمرات الحوار تضييق هوة الخلاف، وتقريب وجهات النظر، وإيجاد حل وسط يرضي الأطراف في زمن كثر فيه التباغض والتناحر .
10 - يجب أن يتصدى للحوار من هو أهل له وعالم بكل دقائق وتفاصيل رسالته ودعوته, فهذا الضابط من أهم الضوابط التي لا يمكن أن يستقيم الحوار بين الأديان بدون احترامه، إذ كيف يحاور إنسان باسم دينٍ ويمثله وهو غير عالم بحقائقه وأحكامه حقّ العلم
11 - إتقان فنّ الاستماع للآخر؛ فكما أنّ طريقة المحاوِر في الحديث تجذب الأسماع إليه، فكذلك حُسن استماعه لمن يحاوره يجب أن يكون جيّداً؛ فلا يَنبغي أن يكون الحوار من طرفٍ واحدٍ بحيث يستأثر هو بالكلام دون محاوره ,لأن هذا يفض الناس من حوله ويجعلهم يهربون من الحوار معه , ولا يرغبون فى الاقتناع بقضيته من البداية .
12 - ينبغي أن ينبني الحوار على أدلّةٍ وبراهين منطقيّة وصحيحة حتّى يكون ناجحاً ومنهجياً، وإلا كان مجرد كلام لا قيمة له ولا فائدة منه .
13 - الجوار يختلف تماما عن الجدال : فالحوار هو مراجعة الكلام وتداوله بين شخصين أو أكثر، كما يعرّف أيضاً بأنّه نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين يتم فيه تداول الكلام على وجهٍ متكافئ , أما الجدال فهو المنازعة ليس بهدف إظهار الحقّ إنّما لإلزام الخصم بمجرّد التنازل عن رأيه والاقتناع برأي الآخر، كما أنّه يُشير إلى العناد والتمسّك بالرأي والتعصّب .
14 - الإقبال على المحاور بالوجه، وعدم صرفه عنه، وعدم إنهاء الحوار، حتى يكون المحاور هو من ينهيه؛ تمشيًا مع ما روِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا لقِيه أحدٌ من أصحابه، قام معه، فلا ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه
15 – من المهم في الحوار أن توصل إلى الذي تحاوره رسالة بأن لديك برهانًا ساطعًا، وحجة قوية، وإذا لم يقتنع بأن ما عندك حق وما عنده باطل، فهذا لا يعني أنك أخفقت في هذا الحوار، وحتى لو لم يتراجع أهل الباطل عن باطلهم -بعد محاورتهم- فلا بد أن يفتر حماسهم له، أو ربما شكوا فيه،أو تراجعوا عنه ولو بعد حين .


الحوار الدعوى


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع