عبدُالرازق حسن كفاحُ عالِمٍ من أجل وطن
حسن الخليفة عثمان | Hassan Elkhalifa Osman Aly Ahmed
02/02/2021 القراءات: 4855
إنّ حياة النُّبلاء في مسيرتهم برسالتهم نحو غايتهم أنهم كالسُّفنِ الثقيلةِ الماخِرةِ في البِحار الهائجة، تمضي برُكّابها، وحمولتها نحو وجهتها، حتى تصل إلى مرافئها الآمنة، التي يغادرها فيها الرُكّابُ يتضاحكون بمتاعِهم وثِقلِها، ويتندّرون بمُتعتِهم على سطحها، دون نظرٍ فيما تعرّضت له جدرانُها وجسمُها من آثارِ العواصفِ وقسوةِ الأمواج. لعل جامعةَ أسيوط بجمهورية مصر العربية، الجامعةَ العريقةَ، أمام اختبارٍ لقُدراتها الإبداعية، ومهاراتها الإنتاجية الفنّية، في الوفاءِ لأعظم رجالِها، وتخليدِ تُراثِها الحضاري الإنساني، في الراحلين من رموزها، الذين أنفقوا أعمارَهم عَرقًا غزيرًا بين جنبات قاعاتها، وعلى ذروة منصاتها، وسحّوا من مداد علومهم ما تسيح فيه عقولُ أجيالها. لقد جمع في حياته العالِمُ النّبيلُ الراحلُ: عبدالرازق حسن، بين رُتبة المُعلِّم ورسالة الطبيب، الذيَّن هما قوام أي حضارة خالدة، ورمزا المجتمعات الحُرّة التي تعرف لنبلائها فضلهم. لستُ أقصد في هذه المقالة الحديثَ عن سيرة العالم الراحل الأستاذ الدكتور: عبدالرازق حسن، رئيس جامعة أسيوط الأسبق، رحمه الله، الذي تُوفّي هذا الأسبوع؛ فللسيِر مواضعها، ولا أقصد رثاءه بما يستحق من جوامع الكلم، وإنّما أُؤدّي واجبي ببعضِ ما يُسطّر لنا أنّنا أمّةٌ لن تحيدَ في جوهرها عن معاني النُّبل، مهما اعترى مظهرها من ضبابِ جحودٍ أو سُحبِ نكرانٍ. وفي ضوء ما سلف فإنّني اقترح، وآمل في معالي الأستاذ الدكتور: طارق الجمّال، رئيس جامعة أسيوط، والذي قدّم عزاءَ الجامعةِ في رئيسها الأسبق، وحِدادًا عليه بصورةٍ لائقة بمكانة الجامعة ومكان رئيسها، أن تنتجَ الجامعةُ عملًا فنّيًا يوثّق مسيرةَ ذلك العالم الجليل، ويحفظ للأجيال القادمة حقها في الانتفاع بتجربة سلفهم النّبيل، الذين أفنوا أعمارهم كِفاحًا لتبقى هذه الحضارةُ خالدةً، وترتفع بنُبلِهم رايةُ الوطنِ خفًاقةً عاليةً، تُظلّل شعبًا يدين بالانتماء إليها، وبالولاء لنُبلائها. فهل نرى فيلمًا وثائقيًا من إنتاج جامعة أسيوط وإبداعها، بفكرة الكاتب أحد طُلّابها، باسم: عبدُالرازق حسن كفاحُ عالِمٍ من أجلِ وطن
عبدالرازق حسن، جامعة أسيوط، نبلاء، حسن الخليفة عثمان،
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع