تحديات المياه والامن الغذائي
ا.د. هنادي مصطفى عبد الراضي احمد | Prof.Hanady Mostafa Abdelradi Ahmed
15/09/2020 القراءات: 2992
تأتى مشكلة توفير الغذاء فى مقدمة اهم المشاكل العالمية عامة وتعد المملكة السعودية ب بلد من بلدان المناطق االصحراوية القاحلة خاصة في ظل الارتفاع المستمر لأسعار السلع الاستيراتيجية والغذائية وما يصاحب هذا الارتفاع من ارتفاع فاتورة الغذاء خاصة في ظل ارتفاع الطلب غلى الغذاء بالاضافة الى التغيرات المناخية والتي تشكل ضغطا اضافيا على الموارد المائية المحدودة بالمملكة بما تسببه من آثار غير مباشرة على الموارد المائية لكل القطاعات الاقتصادية خاصة القطاع الزراعي وانتاجيته الأمر الذى يزيد من حدة مشكلة الغذاء فى المملكة السعودية .وعلى الرغم من أن الظروف البيئية بالمملكة السعودية لا تعد ظروفا نموذجية للزراعة، إلا أن المملكة العربية السعودية واجهت التحدي وأسندت أهمية كبرى لقطاع الزراعة في رؤية 2030 باعتباره قطاعا مؤثرا رئيسيا في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية التي من بينها الأمن الغذائي.
تتمثل مشاكل المياه الطبيعية في المملكة في التصحر والجفاف حيث تعد المملكة بلد صحراوي جاف نادر الأمطار حيث يتراوح معدل سقوط الأمطار بها خلال الفترة 2003:2017 بين حد أدنى 54 عام 2012 وحد اقصى بلغ نحو 96 مليمتر سنويا عام 2016 ويعد هذا المعدل غير آمن للاعتماد عليه. كذلك فإن التغيرات المناخية والاحتباس الحراري قد يؤدي الى ارتفاع درجة الحرارة مما قد يزيد من انخفاض معدل سقوط الامطار وبالتالي مزيد من الجفاف والتصحر بالاضافة الى ارتفاع نسبة انبعاث ثاني اكسيد الكربون الذي يوضح ارتفاع نسبة الاحتباس الحراري .و حيث أوضح تقرير حالة البيئة بالمملكة العربية السعودي عام 2016 أن ارتفاع درجة الحرارة درجة واحدة مئوية يؤدي إلى تناقص الامطار وانخفاض كمية المياه الجوفية الغير متجددة بمقدار 250مليون متر مكعب .
ويمكن الحكم على المعاناة المائية لأي دولة عندما ينخفض متوسط نصيب الفرد من المياه المتجددة عن 1000 متر مكعب ويلاحظ أنه فى عام 2003 كان متوسط نصيب الفرد في المملكة من المياه نحو 918 متر مكعب وهي مرحلة الندرة المائية انخفض لحوالي 742متر مكعب عام 2016 وهي مرحلة الفقر المائي . كذلك يشير مؤشر الاستدامة والذي يصنف الدول إلى البلدان التي تقل فيها قيمة المؤشر عن 10 % هي البلدان التي لا تعاني مشاكل كبيرة في إدارة مواردها المائية البلدان التي تزيد فيها قيمة المؤشر عن 20 % وهي بلدان تعاني من ندرة المياه،. أما البلدان التي تزيد فيها قيمة المؤشر عن 40% وهي البلدان التي تعاني من ندرة خطيرة في المياه. وتعتبر المملكة العربية السعودية من الدول التي تعاني ندرة خطيرة من المياه حيث ارتفع المؤشر من نحو 309% عام 2003 إلى نحو 1081% عام 2016
البصمة البيئية مصطلح ابتكره باحثون من جامعة كولومبيا مع بداية تسعينات القرن الماضي، يهدف الى التعرف على تأثير المجتمع على النظم الطبيعية على الارض ومستوى الاستدامة للنمط المعيشي لسكان الدولة ومدى تأثيرهم وضررهم بكوكب الأرض. وذلك من خلال قياس مساحة الأرض المطلوبة لتزويد السكان بالموارد، والموارد بشكل عام بناء على معدلات الاستهلاك المتباينة جغرافياً وكذلك قياس المساحة التي يتطلبها امتصاص نفاياتهم وتقاس بالهكتار. وتحدد البصمة البيئية مقدار «الطلب البشري»، تحدد القدرة البيولوجية مقدار «إمدادات الطبيعة» اللازمة لإنتاج الموارد وخدمات التخلص من النفايات.
وقد بلغ معدل القدرة البيولوجية في المملكة العربية السعودية حوالي 0.41 هكتار للفرد وهو أقل من القدرة البيولوجية العالمية البالغة نحو 1.84 هكتار للفرد عام 2016 بينما معدل البصمة البيئية في السعودية 6.0 هكتار للفرد عام 2106 وهي اعلى من المعدل العالمي البالغ 1.68 هكتار للفرد مما يعني أن أن المملكة السعودية ستحتاج إلى موارد بيئية تساوي نحو 4.32 أمثال مقدرة كوكب الأرض لتوفير طلب السكان على الطعام، والألياف، والطاقة، والبضائع والخدمات المختلفة بنسبة تفوق مقدرة كوكب الأرض على توفير تلك الموارد بشكل طبيعي.
الطلب المائي - العرض المائي - الاستدامة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع