مدونة ا.م.د. رجاء خليل الجبوري


المرأة في عيدها الوطني: احتفال بعطاءها وقوة حضورها

ا.م.د .رجاء خليل الجبوري | Assist Prof Dr Rajaa .K. Aljubore


27/02/2025 القراءات: 25  



في كل عام، يتجدد الاحتفاء بالمرأة في يومها الوطني، وفي هذا اليوم لا نحتفل فقط بحضورها اللامع، بل أيضًا برحلة الكفاح التي خاضتها لتصل إلى المكانة التي هي عليها اليوم. عيد المرأة ليس مجرد مناسبة لتذكر إنجازاتها، بل هو تذكير دائم بأهمية دورها في بناء المجتمعات وتشكيل حاضرها ومستقبلها. إنها لحظة لتقدير الجهود والتضحيات التي قدمتها في جميع المجالات، من الأسرة إلى السياسة، ومن الثقافة إلى العلوم، لتظل دائمًا القوة التي لا تهدأ في عجلة التقدم.

المرأة: قصة من التحدي والإبداع…في العصر الحالي هي ليست مجرد جزء من المجتمع، بل هي المحرك الأساسي في جميع ميادين الحياة. على مر العصور، كانت المرأة تخوض معركة لتثبت قدرتها على التأثير في مجتمعاتها، بدءًا من دورها الأساسي في الأسرة إلى مشاركتها الفاعلة في مختلف المجالات. اليوم، نشهد نجاحات باهرة لنساء في مجالات عدة؛ من السياسة إلى ريادة الأعمال، ومن الرياضة إلى التكنولوجيا، وهذا ليس محض صدفة، بل هو نتيجة لجهود مستمرة من التفوق والإبداع. وعندما نتحدث عن المرأة، فإننا نتحدث عن قوة قادرة على الإبداع، على تحطيم الحواجز، وعلى تغيير مجرى التاريخ.

التمكين: من البقاء إلى الرياد….في العقود الأخيرة، شهدنا تحولات هائلة في وضع المرأة ودورها في المجتمع. في الماضي، كانت المرأة تبحث عن مكانها بين جدران المنزل، ولكن اليوم أصبح لديها القدرة على قيادة المؤسسات الكبرى، والجلوس على طاولات صنع القرار. هذه الرحلة الطويلة من “البقاء” إلى “القيادة” هي نتيجة سنوات من النضال ضد القيود الاجتماعية والقانونية. ورغم أن الطريق ما زال مليئًا بالتحديات، فإن النجاح الذي تحقق يعتبر علامة فارقة نحو مجتمع يعترف بقدرات المرأة ويعزز من فرصها في جميع المجالات.

المرأة في زمن التحولات الرقمية…من أبرز التطورات التي شهدتها المرأة في العصر الحديث هو دخولها بقوة إلى عالم التكنولوجيا والتحولات الرقمية. في وقتنا الحاضر، أصبح للمرأة دور بارز في عالم البرمجة، والذكاء الاصطناعي، وريادة الأعمال الرقمية. لم تعد المرأة مجرد متفرجة على التقدم التكنولوجي، بل أصبحت من صُناع هذا التقدم. وهذا التغير يعكس قدرتها على مواكبة العصر، وعلى بناء مستقبل تقني يعكس رغبتها في التأثير والعمل بشكل غير محدود.

ورغم الإنجازات الكبيرة التي تحققت، لا تزال المرأة تواجه تحديات عديدة. من التمييز في بيئة العمل إلى العنف الأسري، ومن التهميش في الكثير من المجالات إلى الصعوبات التي تواجهها للوصول إلى المناصب القيادية، لا تزال هناك العديد من العقبات التي تمنع المرأة من الوصول إلى إمكانياتها الكاملة. في هذا السياق، من الضروري أن نعمل جميعًا على تعزيز الوعي والمساواة، لخلق بيئة تمكينية تتيح للمرأة أن تحقق المزيد.

ففي عيد المرأة، نحتفل بما حققته ونستشرف ما يمكن أن تحققه في المستقبل. عيدها هو تذكير بأن الرحلة مستمرة، وأن المستقبل يحمل في طياته فرصًا جديدة لها لتتألق. في هذا اليوم، نُعيد التأكيد على دعمنا لمساواتها في جميع المجالات، وأننا نؤمن أن المجتمع سيكون أفضل عندما يتشارك الجميع في بناءه، من الرجل والمرأة على حد سواء.

وختاما ًلا ينبغي أن يقتصر احتفالنا بالمرأة على هذا اليوم فقط، بل هو دعوة مستمرة للعمل على تمكينها في كل لحظة. في عيدها الوطني، نحتفل بها، ولكننا نعرف أن الإنجاز الأكبر هو أن نحتفل بها في كل يوم، وأن نُسهم في خلق عالم تتساوى فيه الفرص وتُكرم فيه جميع جهودها.


المرأة، الزيادة .الابتكار ، العيد الوطني


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع