العدد السادس مقالات
57 ألف باحث في أريد والقادم اكبر / مقالات
12/02/2021
مها شرف
عندما يتعلق الأمر ببناء مؤسسة ناجحة، فهناك حقًا طريقة لتحقيق ذلك؛ فمسيرة الصعود حتماً لن تكون هينة، فكل مرحلة تحتاج إلى سلم، وهذا السلم لا تسيره دارة كهرباء تسحب أقدامنا نحو الأعلى بسهولة، فكل درجة فيه تشهد على الكم الواسع من الجهد والتعب والمثابرة، فدائما لكل محطة نجاح هناك العديد من المحطات التي تسبقها، فالمُحصِّلة النهائية لا تعد المقياس الأساسي للنجاح والتفوق، بل العملية والطريقة والمراحل التي تمر بها أي مؤسسة هي المعيار لأي نهاية.
من 80 شخص، تطوعوا لبناء هرمها، إلى 57 ألف باحث ينتمون الآن لحرمها، منصة كانت مجرد حلم لإنسان عرف فيما بعد كيف يقود جموح هذا الحلم ويطير بجناحيه نحو المحطة المنتظرة، إنها منصة"أريد" للناطقين بالعربية، التي أسسها الدكتور سيف السويدي لتكون منصة كل باحث عربي يبحث لتحقيق ذاته في عالم رقمي، يسعى إلى التنافس والإثراء، فجاءت هذه المنصة لتحمل في جوفها الأمل والطموح والإصرار، لتحقق رسالة صادقة تلامس سحب التفوق والتميز، ها هي اليوم تسابق المؤسسات البحثية في الإقدام والتوجه إليها، لصدق تعاملها وحسن آدائها مع باحثيها، دأبت لنقل كل ما يخدم هذا الباحث، وتحقيق كل ما يصبو إليه في عالم واسع يناطح سماء العلم والمعرفة بكافة السبل والإمكانيات، فلا يكاد يمر يوم إلا وعشرات الأسماء تدق أبوابها رغبة بالانتماء لهذا الكوكب الدري، الذي فتح لهم نوافذ العلم من كل جهة، ومهّد طرق المعرفة بطريقة تفاعلية، أسهمت في إثراء ثقافته ومعلوماته، بحيث غدا عنصرا فاعلا للعطاء وتقديم المعرفة للآخرين، قبل أن يكون متلقيًا.
فبحنكة مديرها، وتظافر فريقها استطاعت أن تختار الوقت المناسب في التخطيط لكيفية بناء عمل ذو قيمة. فها هي اليوم تشكل أقساما متعددة وكل قسم يؤدي دوره بالقيام بالعمل على الصورة الأمثل، كخلية نحل لا تعرف كللا أو مللا. مما جعل الأعضاء ينجذبون لها من كل حدب وصوب، بعد أن عرفوا أن هذه المنصة هي ملكهم، وهدفهم الأسمى الذي يجب أن يصلوا له بكل ما أتوا من إمكانيات، فمنصة أريد لا زالت تشرع قلبها للجميع، ولن تغلقه في يوم من الأيام، مادام هناك رئيس يعي أن المهمة الأولى هي تسهيل الطريق أمام الباحثين، لينافسوا علماء وخبراء العالم، ويثبتوا وجودهم وتتحقق أحلامهم وآمالهم المطلوبة، وفريق أدرك أن أي ثغرة لن تسد إن لم يتوافدوا جميعًا إليها ككرية دم بيضاء، مهمتها رأب أي خلل أو صدع يحصل في مملكتها، وأعضاء ازدادوا وعيا يوماً بعد يوم بأن نجاح هذه المنصة لا يكمن إلا بوجودهم ودورهم الفعال على كافة الصعد والمستويات، وعرفوا أنه كلما كانت التجربة إنسانية وفاتنة، والهدف ساميا، كلما زادت الثقة والتعاضد فيما بينهم وبين هذه المنصة الرائدة للوصول بكل سهولة إلى ذات الرسالة، وذات الفكرة المنشودة.
العدد السادس منصة أُُريد ، البحث العلمي ،