لا جدال في أن السينما فن القرن العشرين، وأنها تلقى اليوم من إقبال الجماهير ما لا تلقاه أية وسيلة إعلامية أخرى باستثناءالتليفزيون، وأنها تستطيع أن تنقل من الأفكار والقيم الاجتماعية والسياسية ما لا يستطيع أي فن آخر أن ينقله، فهي تتمتع بإمكانيات عظيمة غير محدودة لا يشاركها فيها أي وسيلة إعلامية أخرى، ولهذا اعترفت بفضلها سائر الأمم والحكومات فمنحتها المكان اللائق بها بين وسائل التعليم والنشر والدعاية لما تحدثه السينما من انقلاب كبير في حياة الأمم.
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هل كل فيلم سينمائى هو بالضرورة فيلمُا سياسياً؟
إشكالية تحمل فى طياتها العديد من التداعيات الخلافية والمقاربات الفكريةمن هنا كان موضوع هذا الكتاب والذى اخترته بوضوح ليعبر عنمضمون ما أردت أن اصل إليه ،وعلى هذا النحو هذا الكتاب هو بداية للتفكير فى دراسة العلاقة بين السينما والسياسة، نجد أنها علاقة معقدة شديدة التشابك فالسياسية عالم واسع بلا حدود يدخل في كل مناحي الحياة التي نعيشها، والسينما فن رحب له جماهيريته في كل أنحاء العالم.