استكمالاً لما تطرقْنا إليه في الجزء الأول من هذا البحث حيثُ عالَجنا فيه للأصولَ الرياضية المنطقية للنحو العربي، وأكَّدْنا أن علومَ اللغةِ مُنبثِقَةٌ أساساً عن فِكرٍ عِلمي قِوامُه المنطق، الذي لا يجوز فصْلُ قوانينِها عن خصائص العِلم الرياضي، والذي يقوم على مبدأيْ الثوابت والمتغيّرات. كما بيَّنا حدودَ كلٍّ مِن اللغويِّ والنحويِّ؛ ومجالَ اختصاص كلِّ واحدٍ منهما. وفي هذا الجزء؛ سنحاول الإحاطة قدرَ الإمكان بموضوع العِلَلَ النحوية وكيف استثمرَها النحوِيُّون في الحُكم على اللغة في شِقِّها النحوي.