الإنسان كائنٌ تواصليٌّ بامتياز، فهو دائمُ السَّعي والبحثِ عن وسائلَ وطُرُقٍ وآلياتٍ جديدةٍ وفعّالةٍ لتحقيقِ رغبتِه الجامحة واللاّمحدودة في الاتصال والتواصل، ليس فقط مع بني جِلدتِه من البَشَر، بمن فيهم الأقوام والأمم الغابرة التي استطاعَ فكَّ كثيرٍ من رُموزِها اللغويَّة وفَهْمَ جانبٍمهمٍ من أسرارِها الحياتيَّة. بل امتدَّ هذا الجموحُ إلى محاولة جادَّةٍ للتواصل مع الكائنات الأخرى التي تعيشُ معه على الأرض، وفَهْمِ مَنطِقها وفكّ شِفرتِها اللغوية.وهو يسعى منذُعقودٍ إلى بثّ رَسائل وموجاتٍ تواصلية عبر الفضاء الخالي، بحثا عن أقوامٍ أو أُمَمٍ أو مخلوقاتٍ أخرى، تستوطن مَجرَّتَنا؛ولا نَعلَمُ عنها شيئا.