الاسلام و البيئة و المرجعية
28/06/2021 القراءات: 943
حثّ القرآن الكريم المسلم على حماية البيئة والمحافظة عليها، وعدّ الإسلام ذلك واجبٌ دينيٌ، وأمر الله -تعالى- بالتعامل مع البيئة على أنّها ملكيةٌ عامةٌ يتوجّب على المسلم المحافظة على مكوناتها وثرواتها ومواردها، وأنّ الأرض وما فيها من نعم الله -تعالى- التي يجب على المسلم شكر الله عليها؛ لتثبت وتستمر ويزيده الله منها، أمّا إن لم يؤدها بواجبها ولم يشكر الله كان ذلك سبباً في زوالها واضمحلالها ، وحين خلق الله -تعالى- جعله خليفةً في الأرض، والأرض أمانةٌ يجب على الإنسان حمايتها، وسخّر الله الأرض للإنسان لإدراك كلّ ما تعلقت به حاجات الناس من غرسٍ وحرثٍ وبناءٍ، وكذلك جاءت السنة النبوية بالحثّ على المحافظة على البيئة وعدم الإضرار بها بأي شكلٍ من الأشكال، فالضرر بالإسلام منهيٌ عنه في جميع صوره، وقد أمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بإماطة الأذى عن الطريق والأذى يشمل جميع الأنواع، كما إنّ إماطة الأذى عن الطريق من الإيمان، وجعل من حقوق الطريق كفّ الأذى، واهتمت السنة بتخضير الأرض والغرس والتشجير،[٣] وعلى الإنسان أن يراعي الاعتدال والوسطية في الأرض، وركّز الإسلام على مبدأ مهم بقيام الإنسان بعمارة الأرض، والسعي في ذلك باجتهادٍ ونشاطٍ، والتعاون على البرّ والتقوى، والابتعاد عن إفساد الأرض في تربتها ومائها وهوائها والكون بكلّ ما فيه،[٤] وبالنسبة للمياه فقد حثّت السنة النبوية على المحافظة على الثروة المائية، وعدم الإسراف بها، ومن صور ذلك: كراهية الإسراف بالماء عند الوضوء والزيادة عن ثلاثٍ، كما لا بدّ من المحافظة على الماء من التلوث، وذلك بالنهي عن التبوّل في الماء الراكد، وكراهة التنفّس في الإناء عند الشرب منه، وكراهية الشرب من فم الإناء،[٥] ومن التوجيهات النبوية فيما يتعلّق بالبيئة عدم احتجاز الأرض، والحثّ على زراعتها واستصلاح الأراضي الجدباء، ونهى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن قطع الأشجار المثمرة
الاسلام، البيئة، التنمية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع