نثار من فوائد وخواطر وأفكار (5)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
23/02/2025 القراءات: 91
هذه التذكرة من مدونات سنة (1985م):
***
30-محاورة:
في رسالة مني إلى الأخ الصديق الباحث الشيخ أكرم عبدالوهاب الموصلي قلتُ:
"وبالمناسبة فقد سمعتُ عن ظهور كتابٍ لكم اسمه "اللطف الداني"، ولكن لا أدري لماذا لم يدن مني كل هذه المدة؟ فيا ترى هل أنا القاصي أم هو؟ أنا في الحقيقة مشتاق إلى الاطلاع على ما تنسجه أياديكم البارعة شعرًا ونثرًا وما أراك تضنُّ بذلك على أخيك".
وقد جاء في جوابه الأخوي الجميل:
"أخي المفضال الشيخ عبدالحكيم رعاكم الله... بخصوص كتاب "اللطف الداني" فإني أرسلتُ منه نسخًا كثيرةً إلى الفلوجة، هدايا للفضلاء فيها، ولستُ أدري أنه لم يصلكم منه شيء، وإلا لأرسلتُ، فأنت الداني الكريم يا أخي الكريم ولا أحد منكما قاص أبدًا بارك الله فيك".
وقد أرسل إليَّ نسخة جزاه الله خيرًا، واسم الكتاب الكامل "اللطف الداني من مناقب الشيخ نور الدين البرفكاني"، وللشيخ غير ذلك من الكتب، وفقه الله.
***
31-نصيحة:
جاء في "الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة" للحافظ ابن حجر العسقلاني (2 / 405) لمحمد بن أحمد اللخمي:
عليك بالصبر وكن راضيًا ... بما قضى الله تُلَقَّ النجاحْ
واسلك طريقَ الجدِّ والهجْ بهْ ... فهو الذي يرضاهُ أهلُ الصلاحْ
***
32-سأصبر عليكم:
جاء في "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" لابن العماد الحنبلي (5 / 74) أنَّ الشيخ عبدالله اليونيني كان يُنشد هذه الأبيات ويبكي:
شفيعي إليكم طولُ شوقي إليكمُ ... وكلُّ كريم للشفيع قبولُ
وعذري إليكم أنني في هواكمُ ... أسيرٌ ومأسور الغرام ذليلُ
فإنْ تقبلوا عذري فأهلًا ومرحبًا ... وإنْ لم تحنوا فالمحبُّ حمولُ
سأصبرُ لا عنكم ولكن عليكمُ ... عسى لي إلى ذاك الجناب وصولُ
***
33-الكتاب الثاني:
قال شيخُ شيوخنا أبو الفضل عبدالله بن محمد الصديق الغماري الحسني الإدريسي في فاتحة كتابه: "الاستقصاء لأدلة تحريم الاستمناء" المطبوع في القاهرة:
هذا كتابٌ لم يُؤلَّف مثله ... إلا كتابًا واحدًا للمرتضى
لكنْ كتابي جامع ومحقق ... للبحث لم يترك سبيلًا يبتغى
وبحوثه مدعومة بأدلةٍ ... بلغتْ إجادتُها حدود المنتهى
أرجو من الله الكريم رضاءه ... حتى أنال به كمالَ المبتغى
قلت: وللشوكاني (ت: 1250هـ) كتابٌ في الموضوع أيضًا، انظره في "الفتح الرباني"، وللطرطوشي كذلك -إنْ صحت النسبة-.
***
34-أبيات عذبة:
قال العلامة السمهودي في كتابه "وفاء الوفا" (2 / 204): أنشد عبدالسلام بن يوسف [بن محمد بن مقلد الجماهري الدمشقي الأصل البغدادي (ت: 582) أبو الفتوح] وهو في غاية العذوبة:
على ساكني بطن العقيق سلامُ ... وإنْ أسهرني بالفراق وناموا
حظرتمْ عليَّ النومَ وهو محللٌ ... وحللتمُ التعذيبَ وهو حرامُ
إذا غبتم عن حاجرٍ وحجرتمُ ... على السمع أنْ يدنو إليه كلامُ
فلا ميلتْ ريحُ الصبا فرعَ بانةٍ ... ولا سجعتْ فوق الغصون حمامُ
ولا قهقهتْ فيه الرعودُ ولا بكى ... على حافَتَيه بالعَشِيَّ غَمَامُ
فما لي وما للربعِ قد بانَ أَهْلُهُ ... وقد قُوِّضَتْ مِن ساكنيه خيامُ
ألا ليتَ شِعْري هل إلى الرَّمْلِ عودةٌ ... وهل لي بتلك البانَتَينِ لِمامُ؟
وهل نهلةٌ مِن بئر عروةَ عذبةٌ ... أداري بها قلبًا براهُ أوامُ
ألا يا حماماتِ الأراك إليكُمُ ... فما ليَ في تغريدكُنَّ مَرَامُ
فوَجْدي وشَوْقي مُسْعِدٌ ومؤانِسٌ ... ونَوْحي ودَمْعي مُطْرِبٌ ومُدَامُ
***
35-الفارعة:
قال العلامة الدميري في كتابه "حياة الحيوان" (2/ 403) في كلامه عن الوعل:
"وفي "الاستيعاب" في ترجمة الفارعة بنت أبي الصلت أخت أمية بن أبي الصلت أنها قدمتْ على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتحه للطائف، وكانت ذات لب وعفاف وجمال، وكان صلى الله عليه وسلم يعجب بها، فقال لها صلى الله عليه وسلم يومًا: هل تحفظين من شعر أخيك شيئًا؟ فأخبرته خبره وما رأتْ منه وقصتْ قصته في شق جوفه وإخراج قلبه ثم عوده إلى مكانه وهو قائم، وأنشدتْ له من شعره الذي أوله:
باتت همومي تسري طوارقها ... أكف عيني والدمع سابقُها
نحو ثلاثة عشر بيتًا، منها قوله:
ما أرغبَ النفس في الحياة وإنْ ... تحيا طويلًا فالموت لاحقُها
يوشك مَنْ فرَّ مِن منيته ... يومًا على غرةٍ يوافقُها
مَنْ لم يمتْ غبطة يمتْ هرَمًا ... للموت كأسٌ والمرءُ ذائقُها
ثم قالت: وإنه قال عند وفاته:
إنْ تغفر اللهم تغفر جمّا ... وأي عبدٍ لك ما ألمّا
ثم قال:
كل حيٍّ وإنْ تطاول دهرًا ... آيلٌ أمرُه إلى أنْ يزولا
ليتني كنتُ قبل ما قد بدا لي ... في رؤوس الجبال أرعى الوعولا
ثم مات.
فقال صلى الله عليه وسلم: إنَّ مثل أخيك كمثل الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين".
***
36-أهل العلم:
نقل الإمامُ الآجري في كتابه "أخلاق العلماء" (ص: 101): أنَّ من كلام عيسى ابن مريم عليه السلام:
كيف يكونُ مِنْ أهل العلم مَنْ سخطَ رزقَه واحتقر منزلتَه، وقد علمَ أنَّ ذلك مِنْ علمِ اللهِ وقدرتهِ؟
وكيف يكونُ مِنْ أهل العلم مَن اتهم الله فيما قضاه، وليس يرضى شيئًا أصابه؟
كيف يكونُ مِنْ أهل العلم مَنْ مسيرُه إلى آخرته، وهو مقبلٌ على دنياه؟
وكيف يكونُ مِنْ أهل العلم مَنْ دنياه آثرُ عنده مِنْ آخرته، وهو في دنياه أفضلُ رغبةً؟
وكيف يكونُ مِنْ أهل العلم مَن يطلبُ الكلام ليحدِّث به، ولا يطلبُه ليعملَ به؟!
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة