ثلاثون أسبوعاً في تعلّم إدارة المشاريع
حسن الخليفة عثمان | Hassan Elkhalifa Osman Aly Ahmed
16/01/2023 القراءات: 2375 الملف المرفق
{ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿39﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ﴿40﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿41﴾ } سورة النّجم.
تلك هي الخلاصة الجامعة، وصفوة القول في وصف رحلة الإنسان مع مشروعه الأكبر، بغاياته الكُبرى، التي يُجازى عليها الجزاء الأوفى عدلاً وفضلاً.
هذا الإنسان الفريد في بصماته، وجيناته، أنعم اللهُ عليه بمشروع الحياة، المؤقّت الأجل بلحظة محدّدة، في علم الذي خلقه فسوّاه، وأفاض عليه أنوارَ المعرفةِ التي تُلزِمه اكتسابَ المهاراتِ، وامتلاكَ الأدوات، وتعلّمَ التقنيات، التي يدير بها ذلك المشروع؛ ليحقّق متطلباته، وغاياته المرجوّة، في ضوء الإمكانات المقدّرة، والزمن المحدّد.
وهذا ما فعله جميعُ أنبياء الله ورُسُلِه عليهم الصلاة والسلام، الذين احترفوا من المِهن ومعارفها في زمانهم، وأتقنوا من مهارات الصناعات وأدواتها، وتقنياتها في مكانهم، ما يكفل لهم الطيبات الحلال في طعامهم، وحفظ أبدانهم، وقيامهم بمسئولياتهم، وتبليغ رسالاتهم، التي لا يسألون عليها أجراً، ولا يحترفونها معاشاً، أو يكسبون بها رزقاً.
فما هي المعرفة، والمهارات، والأدوات، والتقنيات، التي ينبغي أن يطبّقها مدير المشروع بسعيه المؤقت إلى المنتج الفريد المطلوب إنجازه، وما هي دورة حياة ذلك المشروع، وما هي المناهج التي ينتهجها لإنجاز المشروع، وطرائق تحديد الأسباب الجذرية لمشكلاته، وعلاجها، وما هي معايير النجاح التي يقيس بها تحقيق أهدافه، وجودة إنجازاته ؟
هذا ما أدركتُ جوابه بعد ما اشتغلتُ بدراسته بضعة شهور تعلّماً في عِلم إدارة المشاريع، وفق أفضل النُّظم التعليمية الحديثة -في رأيي- بعد إطلاعٍ، ومقارناتٍ، ونظر في الأثر الدائم وإن كان مفضولا، والأثر العاجل وإن كان مُفضّلا.
تلك الرحلة كانت كفاحاً شريفاً بثلاثين أسبوعاً دراسياً ختامها بأربعة أسابيع بشهادة دورة جامعة فرجينيا، على منصة كورسيرا، ومبتدأها على ذات المنصة بما يقارب سبعةً وعشرين أسبوعاً دراسياً بشهادة جوجل الاحترافية لإدارة المشاريع، وشارة اعتماد من المجلس الأمريكي للتعليم، ومروراً بستة شهادات لمهاراتٍ ذات علاقة بالتخصّص المذكور من معهد اسطنبول للتعليم المفتوح.
وأمّا عن محتوى المنهج الدراسي، وأنشطته، ووسائله، وطرائق تدريسه، واختباراته، ودرجاته، وشهاداته، واللغة التي يُدرّس بها، فيمكن مطالعة كل ذلك باتباع الروابط المدوّنة على الشهادات المرفقة بالمقالة، أو من الأنشطة الأكاديمية بصفحتي على منصة "أريد".
وأما عن الأسباب الدافعة لهذه الرحلة فأهمّها:
• الحاجة إلى أفضل علوم العيش النافعة للمثقفين الراغبين في مواكبة العصر، ومتغيراته الاقتصادية، ومواجهة أخطاره المتنوعة، وأزماته المتلاحقة، وفي مقدمة هؤلاء ذوو الاحتياجات الخاصة القادرون على العطاء والتميّز بمجال الفكر، والإدارة، والتطوير، والعمل الاستشاري الرفيع.
• إدارة المشاريع التربوية، أو المعرفية، أو العلميّة، أو التنموية، أو الحضارية الجامعة لكل ما سبق ذكره، وغيره مما يصحّ وصفه بلفظة مشروع، بما في ذلك مقالٌ تكتبه، أو كتابٌ تؤلّفه، أو مونديال رياضي عالمي تنظّمه، أو مشروعُ إعادة بناء دولة تؤصّله، وتنفّذه.
• خطة الموسوعةِ المأمولِ إنجازها بمشروع نبلاء، وتحديد مسارها المعرفي اللازم، والاستعانة بطرائق تحديد السبب الجذري للمشكلة في علم إدارة المشاريع، بجانب منهج البحث العلمي وفرضياته المعلومة.
• لوازم التجديد التربوي ورؤيته المعاصرة في نظريتنا التربوية بمشروع نبلاء، وهدف صناعة الإنسان القادر على الاختيار والإعمار، وما يلزم لنمذجة الكوادر النّبيلة.
• مسئولية النُّخب من العلماء والخبراء والباحثين، وواجب الوقت إزاء التطورات الاقتصادية السريعة والمفاجئة، وما تخلّفه من آثار على حياة النّاس جميعا، ومسئولية هذه النّخب ودورهم في تخفيف هذه الآثار وعلاجها بالدواء المعرفي الصحيح، المتخصّص فيها، وتقديم الحلول الناجعة بمشروعات كبيرة جامعة، تسمو على مركزية الذوات والعلاقات، وتوسّع دائرة أصحاب المصلحة؛ لتشمل القادرين الراغبين في تحمّل مسئولياتهم تجاه إنسانيتهم، ومجتمعاتهم، وبيئاتهم، وتصنع البرامج المناسبة لمساعدة الفاقدين للعون النّظيف، والدعم النّبيل، ومواساتهم والأخذ بأيديهم للعبور إلى شاطئ العافية.
وأمّا من ينبغي ذكرهم وشكرُهم بظلال هذه الرحلة:
• فبعد شكر الله على كل آلائه وتوفيقه، جزيل الشكر لمنصة كورسيرا، ومؤسسة جوجل التي تقدم للإنسانية جميعاً من العطاء الحضاري والدعم الإنساني النّظيف ما لا يقدّم أحدٌ مثلَه في العالم، وقد تحمّلتْ الثمن الكامل لجميع الدورات من المساعدة المالية المتاحة عندها لمن يطلبها، ويحقّق إنجازها.
• الشكر للنّبيلة الأولى ذات الفضل الجميل والعطاء النّبيل الزوجة وردة المنيسي.
• الشكر لمنصة أريد بقرارها إصدار موسوعة القيادات العلمية التواصلية، التي كانت بتوقيتها داعماً وحافزاً على إكمال المسار وإنجازه لنهايته.
• الشكر للمتابعين النّبلاء بالفيس بوك الذين ربما أقلقهم انقطاعي عن التفاعل والتواصل فداوموا على إرسال "النكزات" اطمئناناً ومتابعة.
• ويبقى شكرٌ مقدّمٌ لمن يتوّج هذه الرحلة بتقديم ما يناسبها من عملٍ مناسبٍ لدرجتها في مجالها الاستشاري، وجهدها المبذول في تحصيلها.
شكراً جوجل، شكراً كورسيرا، شكراً لمن تفضّل بالقراءة والمتابعة.
مشروع نبلاء، حسن الخليفة، إدارة المشاريع، التجديد التربوي، كورسيرا،
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع