مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (43)
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
23/03/2024 القراءات: 663
وداع رمضان
نعم، إن عجلة الأيام تدور بسرعة مذهلة، وتسير بخطى حثيثة، لا تكل ولا تمل، ولا تتوقف لحظة واحدة، إنها دليل على سرعة فنان العمر وذهابه، فالأيام والليالي تتوالى، والشهور والأعوام تتعاقب وتتوارى، وتمضي سريعة سريعة.
إنها شاهد على الإنسان فيما يقدمه فيها من الأعمال، والعاقل من استغل أوقاته في الطاعة، في التلاوة، في صلة الرحم، في الصدقة، في إعانة الملهوف، في نصرة المظلوم، في الكلمة الطيبة، لأن مغادرته لهذه الحياة أمر حثمي لا شك فيه، وستحين تلك اللحظة عاجلا أم آجلا.
سيصير المرء يوما ... جسدا ما فيه روح
بين عيني كل حي ... علم الموت يلوح
كلُّنا في غفلة ... والموت يغدو ويروح
نح على نفسك يامسـ ... ـكين إن كنت تنوح
لتموتن وإن عمِّر ... ت ما عمّر نوح
هاهو شهر رمضان الذي كنا قد استقبلناه قبل أيام، وفرحنا بمقدمه، يوشك أن يودعنا، شاهدا لنا أو علينا، فمن قدَّم فيه صالحا، ووفَّق لعمل الخير فليحمد الله تعالى وليشكره على ذلك، وليسأله المزيد والثبات، والتوفيق للأعمال
الصالحات، والختام بالخاتمة الحسنة، والموت، على ما يرضي الله تعالى.
ومن فرط في أيامه ولياليه، وسوَّف وأجّل، ووسوس له الشيطان، وملأ قلبه بالغفلة واللهو، فليعد إلى خالقه، وليتب إلى، مولاه وسيده، وليستغفر الله تعالى، فإن الله تعالى غفور رحيم، يفرح بتوبة عبده، ويقبلها إذا كانت بنية صادقة، وعزم على الاستمرار على الطاعة، وندم على التفريط والإضاعة، وليغتنم ما بقي من أيام هذا الشهر، عسى أن يكون فيه ن العتقاء من النار، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ويغفر لهم في آخر ليلة، قالوا: يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟ قال: لا، ولكن العامل إنما يُوفى أجره إذا قضى عمله". رواه أحمد.
شهر الصيام مضى واجتاز وانصرما ... واختص بالفوز بالجنات من خدما
وأصبح الغافل المسكين منكسرا ... مثلي، فيا ويحه يا عُظْمَ ما حرما
من فاته الزرع في وقت البذار فما ... تراه يحصد إلا الحزن والندما
يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (43)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع