مدونة د. عبدالكريم محمد حسين الروضي


خسارتهم لا تعني فوزك ... بقلم د.عبدالكريم محمد الروضي الخميس 20 فبراير 2020م

د. عبدالكريم محمد حسين الروضي | Dr. Abdulkarem Mohammed Hussein Al-Rawdhi


19/02/2020 القراءات: 3889  


خسارتهم لا تعني فوزك ...
بقلم د.عبدالكريم محمد الروضي
الخميس 20 فبراير 2020م
ماليزيا – كوالالمبور

إن الفرح بخسارة الآخرين وفشلهم والسعي لأن يكونوا أقل منك في المستوى لا يلزم منه أنك ستفوز وتنجح ولا يلزم منه أنك ستكون الأفضل بل قد يكون خسارتهم بوابةٌ لخسارتك أنت أيضاً .
وخلال مسيرة عملي المختلفة لم يزعجني أبداً أن أرى أحدهم نجح في عمله وترقى وصار في مكان مرموق بل وحتى على مراحل عملي المختلفة سواء في القطاع الخاص أو الحكومي ولطالما فرحت بترقي وتحسن من كان معي من الموظفين بل وكنت - فيما أحسب – سنداً لهم وعوناً على تخطي الكثير من المشاكل والعقبات ونقل المعرفة والخبرة لمن أعرف وهذا يعتبر بالنسبة لي مكسب كبير وعملاً أفتخر به بل أشعر أن نجاحهم هو نجاح لي ، لكني خلال هذه المسيرة وجدت على النقيض من ذلك هناك من يفرح لفشل صديقه أو خسارته وكأن نجاح الغير يقلل من فرص نجاحه ونسي أو تناسى ذلك الشخص أن الأرزاق مكتوبة ومقسومة وأن أحدٌ لن يأخذ من رزقك شيء وأن نجاح الآخرين لا يعني فشلك وأنه ليس بالضرورة أن أنتقد كل عمل جيد وكل خطوة يخطوها الغير في سبيل النجاح بل يمكن التعاون معاً في سبيل تحسينها بالطرق السليمة والجيدة وليس بالتشهير وذكر العيوب فقط للناس ، وحتى على مستوى المؤسسات تجد اليوم كثير من المؤسسات ألتي تفكر جاهدة وتسعى بكل ما أوتيت من قوة فقط لسحق المنافس لها عن طريق توضيح أن منتجاته ليست جيدة وتوضيح ما فيها من العيوب - وليس هناك مشكلة إذا ماكان هذا النقد نقداً بناءً ويسعى للتسحسين وعبر طرقه السليمة – ولكن أن نقف فقط على عيوب الناس ولانذكر محاسنهم ولا نساهم في تحسينهم ونجاح أعمالهم وننشغل عن تحسين أنفسنا وتطويرها والنظر إلى عيوبنا فهنا تبدأ المشكلة ويبدأ حب الأنا والظهور على حساب الآخرين.
ولذا يجب أن تسأل نفسك هل تنزعج إذا نجح الآخرين ؟ هل هذا يؤثر فيك ويؤلمك إذا كان كذلك فيجب أن تراجع كثير من القيم والقناعات لديك وكثيراً ما نسمع ونردد أن القناعة كنز لا يفنى ولكننا نجد في الواقع خلاف ذلك من محاول التقليل من شأن الناجحين وإظهار نقاط فشلهم فقط ولذا يجب أن نتذكر أن كل شخص وكل مؤسسة لها عيوب ولديها قصور وهذه سنة الحياة وأن الكمال لله وحدة وحتى نعالج هذه المشكلة لدينا وفي مؤسساتنا أذكر هنا مجموعة من الحلول :
- الانشغال بعيوبك وبنفسك عن عيوب الآخرين لأنه من راقب الناس مات هماً .
- التحلي بالقناعة والرضا بما قسم الله لك والسعي نحو الأفضل ببذلك الأسباب .
- تعويد النفس على الرضا والفرح لما يحصل من نجاحات والاستفادة من هذه النجاحات ومحاول الوصول لها أو البناء عليها للوصول إلى نجاحات أفضل وأعلى .
- الإيمان بأن النجاح رزق من الله وأنه ببذل الأسباب الدنيوية والأخروية يكتسب النجاح في شتى الجوانب .
- أن تعلم النجاح له أسبابه وأن من أراد السيادة ترك الوسادة وكم من أشخاص لم يصلوا إلى النجاح إلا بعد أن مروا بظروف صعبة واجتهدوا في بذل الغالي والرخيص ليصلوا إليه .
- تعزيز ثقتك بنفسك وبمؤسستك وأنه بإمكانك الوصول إلى ما وصلوا إليه وأفضل .
وحول ما إذا كنا نتسائل عن تلك الفوائد التي سنجنيها من فرحنا وسعادتنا لنجاح الآخرين فإن هنا العديد من الفوائد من أهمها :
- الشعور بالسعادة وزرع بذور الخير في نفسك الأمر الذي سنقلك إلى التفكير الايجابي المستمر .
- الشعور بالتميز على الغير بقدرتك على مشاركتهم نجاحاتهم وهذا يعزز قيمتك لدى أصدقائك.
- تعلم طرق جديدة للنجاح من حيث معرفة تفاصيل نجاح الآخرين عن قرب والتعلم منها ومحاولة الوصول إلى ما وصلوا إليه .
- التوقف عن مقارنة نفسك بالاخرين فعند مشاركتك للاخرين نجاحاتهم ستشعر أنك جزء من النجاح وأنك حرٌ لا يؤثر فيك هذه النجاحات إلا إيجابياً بل وتزيد من فرحك وسرورك في الحياة .
وختاماً أقول:
افرح لنجاح الاخرين كما تفرح لنجاحك . . . فغدًا سيقفوا معك حينما تتمنى أن يُنهضك أحد من إخفاقاتك .


النجاح، الفشل، عبدالكريم الروضي، القناعة، السعادة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


<p>صدُقت سيدي..فتح الله عليكم ورزقكم الحكمة&nbsp;</p>


<p>رائع ما كتب ...بوركت جهودكم الطيبة</p>