مدونة خالد حمادي


السايبورغ...الإنسانيات الرقمية في عصر الذكاء الإصطناعي

خالد حمادي | Khaled Hammadi


09/12/2021 القراءات: 3330  



يقول العلماء.لن يكون البشر في طور "ما بعد الإنسان" في المستقبل، بشراً بالمعنى المعتاد للكلمة، وقد يفقدون، من وجهة نظر علم الأحياء، الانتماء النوعي الموحد . ومع ذلك فإن تحليل الأشكال الجديدة للتكامل الجسدي والتقني، يساعد على التعمق أكثر، بما في ذلك فيما يتعلق بالنظرة الفلسفية الحديثة للإنسان. إيغور تشوباروف، تطرق إلى هذا الموضوع قائلاً: "حتى لو لم نكن من السايبورغ بالمعنى الحرفي للكلمة، أي أنه ليس لدينا أعضاء اصطناعية، لكن في الواقع أصبحنا منذ فترة طويلة روبوتات حيوية من خلال ممارسة أنشطتنا الاجتماعية اليومية، وذلك لأننا نقوم بتنفيذ مجموعة من الخوارزميات ونتبع البرامج في حياتنا التي لا يمكن أن تسمى حياة طبيعية. بدءاً من التصفح الالكتروني والتواصل عبر الشبكات الاجتماعية، وصولاً إلى حرب الطائرات المسيرة - كل شيء لا يخضع اليوم لإرادة شخص ما، وإنما نخضع باستمرار لأجهزة الذكاء الاصطناعي المبرمجة". عندما يظن البشر أنهم أصبحوا أقرب ما يكونون إلى التكنولوجيا، فإن "السايبورغ" يكونون قد دمجوها في أجسادهم، وهم يعلنون: "نحن لسنا مجانين ، نحن بشر عاديون، ولكننا نطمح إلى عالم أكثر ذكاء". و"السايبورغ" هم الأشخاص الذين دمجوا مع أجسادهم التكنولوجيا برقاقات أو أجهزة تساعدهم أو تزيد من قدراتهم وتحدّيهم لأنفسهم وللآخرين. يقول أحدهم: عندما أتحدث بمفردات التكنولوجيا وبضمير المتكلم، أشعر بأنني نتاج هذه التكنولوجيا. وتقول أخرى: نعم، إذا عرض عليّ أحدهم يدا صناعية أكثر دقة وقوة من يدي هذه، فلن أتردد في تركيبها. لكن الله سبحانه وتعالى يقول "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ"، فهل يتنافى العلم مع كمال الخلق، أم يكون تكاملا وتحت مفهوم "هَذَا خَلْقُ اللهِ"؟ وفكرة السايبورغ، لم تكن وليدة العلم في الحقيقة، لكنها ظهرت لأول مرة في عدد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية. من أشهر الكائنات السيبرانية او السايبورغ كان "أليكس مورفي"، في فيلم "روبوكوب" الشهير. الشرطي المميز الذي تعرض لإصابات بليغة تسببت في فقدانه لجزء كبير من جسمه، ليتم تحويله لتجارب خاصة بدمج أجزاء آلية، ليخرج لنا في النهاية في صورة الشرطي الآلي الذي يمكن برمجته، لكنه لايزال محتفظًا بصفاته وذكرياته البشرية. بالتزامن مع مئويته الأولى، نشر لوفلوك أشهر علماء بريطانيا في قضايا الإيكولوجيا كتابه القّيم عن الذكاء الاصطناعي، ليقول إن العالم سيترك عصر الأنثروبوسين، أي العصر الجيولوجي الحالي، عندما يكون للنشاط البشري تأثير مهيمن على الكوكب، للدخول إلى عصر نوفاسين، حيث تلعب أنظمة الذكاء الاصطناعي الدور الرئيس. ستكون الخطوة الآتية بنظره في الانتقاء الطبيعي، لأن "السايبورغ" يمكن أن تتكاثر وتتطور، وحتى أن تفكر أسرع آلاف المرات من البشر، وذكاؤها سيُقدر بذكاء البشر مقارنةً بالنباتات. للوهلة الأولى، قد يبدو ما يطرحه الكتاب مرعبًا، إلا أن مضمون كلام لوفلوك يشير إلى أن لا داعي للذعر، لأن "السايبورغ" ستمتلك ببساطة حافزًا لحفظ البشر بدلًا من محوهم، لأنها ستحتاج أشكال الحياة للمساعدة على تبريد الكوكب لبقائها على قيد الحياة. السايبورغ او ( مابعد الانسان ) ، بمعنى انها شخصيات تجاوزت مفهوم ( الانسان ) التقليدي تلك الشخصية الادمية المتكونة من جزأين : الاول جزء حيوي والاخر جزء آلي ، لتصل الى مفهوم جديد ومعاصر يساير هذه التقانة الرقمية بل ويمتزج معها لدرجة التحدي الالكتروني بين ما هو مادي و ما هو فوق المادي، يقول ( مارفين منسكي ) من معهد (ماساشوستس للتكنولوجيا) (ان هؤلاء الناس المعدلين قد يمثلون المرحلة التالية من مراحل التطور البشري ،وبذلك سنكون قد حققنا خلودا حقيقيا عن طريق استبدال الفولاذ والسليكون بالجلد ) ويبين انطوان بطرس في كتابه ( الثورات العلمية العظمى في القرن العشرين ) الى ان كل الثورات العلمية ( ميكانيكا الكم و النظرية النسبية و نظرية الانفجار الكبير و الثورة الصناعية ) كانت ثورات مرحلة ، ما عدا ( الثورة المعلوماتية ) ، هي ثورة مستقبل لا مرحلة ، الى جانب ثورة الاتصالات والذكاء الاصطناعي. و بحسب تعريف ميشيو كاكو ، فان السايبورغ هو (كائن حي افتراضي معدل للحياة في بيئة معادية او غير ملائمة ، عن طريق استبدال بعض اعضائه باعضاء صناعية او كائن حي او مختلط مهجن من الالة والاعضاء الحية ) وتعرفه دونا هاراوي ( السايبرورغ هو كائن سايبرنيتيكي(معرفي), هجين من الآلة والكائن الحي، مخلوق من الواقع الاجتماعي ومن الخيال أيضا. فالواقع الاجتماعي هو العلاقات الاجتماعية المعاشة, وهياكلنا السياسية الأكثر أهمية, كما أنه خيال العالم المتغير) وتراه هاراوي قضية تخييل وخبرة معاشة غيرت ما يعرف بالخبرة النسوية في نهايات القرن العشرين. إنه صراع مع الموت والحياة، ولكن الحدود بين الخيال العلمي والواقع الاجتماعي لا تعدو كونها وهما بصريا. فهل نرى في السنوات القادمة إنسانيات مرقمنة مخزنة في رقاقة إلكترونية.. لنقول أنه زمن البشر السايبورغي. المراجع الخاصة بالمقال: 1- https://bit.ly/3EKgMLK 2- https://bit.ly/3Gvwlau 3- https://n.annabaa.org/Reports/47554 4- https://alsabaah.iq/23270/%D8


السايبورغ - الذكاء الإصطناعى - الرقمي - الرقاقة الإكترونية - الإنسانيات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع