وظف الروائيون التراث لدواع عديدة، يكاد النقاد يجمعون على حصرها في المقاومة والاستقلالية والتميز، وتدعيم التوجه الفكري والسياسي، وبعث مسحة جمالية للإبداع، إذ لا يخفى الدور الجمالي الذي يلعبه التراث داخل الرواية. تعتبر رواية "قصيد في التذلل" نموذجا سرديا يجسد مسعى الكاتب في الاشتغال على التراث، والتعامل معه تعاملا جماليا وفكريا من حيث الحضور؛ فمن التراث الأدبي حضرت نصوص شعرية تسهم في إبداء نظرة المنحازين إلى السلطة لدى بعض الشعراء القدامى، وقد حضرت شخصية المتنبي ليؤكد الكاتب الطاهر وطار من خلالها عدم تصالح السلطة مع المثقف،كما استثمر الكاتب من التراث الشعبي ما يندرج في خانة الأدب، أمثالا وأغاني تترجم مشاعر العامة، وتشكل عالما روائيا حافلا بمظاهر المجتمع وعلاقة الإنسان بواقعه على مختلفالأصعدة، واستلهم الكاتب كذلك من التراث الديني آيات وقصصا، أخضعها للسياق العام للنص،وأدرج من خلالها أفكارا ورؤى ذات أبعاد اجتماعية وسياسية... حضر التاريخ عبر استرجاعات الشخصيات، فتجلى في ومضات عن تاريخ الاشتراكية، كما أن الرواية ربطت ما بعد الاشتراكية بالراهن السياسي الفاسد
منيرة شرقي | Mounira CHERGUI | 2652