تفحص هذه الورقة جذور العلاقات بين الغرب المسيحي والعالم الإسلامي؛ ويبحث في المشتركات الدينية بينهما وكيفية تطوير هذه المشتركات لإزالة الحواجـز بينهما وبناء جسور التواصل والتعاون والتعايش السلمي. وتناقش الورقة عدة أسئلة ينبغي التفكير حولها في علاقة الإسلام بالغرب مثل: هل هناك تهديد حقيقي من الإسلام للغرب؟ وما هي عناصر التهديد؟ وبالمثل: هل يشكل الغرب الحديث مهدد للإسلام وحضارته؟ وما هو المطلوب لننقل الوضع بين الطرفين من حالة مواجهة ومخاوف وتهديد إلى حالة حوار وتعاون وتعايش سلمي؟ تستلزم دراسة العلاقة بين الإسلام والغرب النظر إلى العلاقة بين الإسلام والمسيحية لأن الغرب – أيديولوجيا – في تعامله مع الإسلام يرتكز إلى الدين المسيحي، بينما تعامل الغرب مع (الآخر) غير العالم الإسلامي يتحرك في فضاءات أخرى قوامها الفكر الليبرالي والنظام الرأسمالي والتفوق التقني والعسكري والحداثة إضافة إلى العولمــة. إذن نحن أمام نموذجين مختلفين في تعامل الغرب مع الآخر. وهو اختلاف يجعل العلاقة بينهما ذات طبيعة خاصة. كما أن الغرب – تاريخياً - تعامل مع الإسلام بصور مختلفة من التفاعل والاحتراب والفعل ورد الفعل. فالحروب الصليبية هي رد فعل لسيطرة الإسلام على أسبانيا (الأندلس) لأكثر من ثمانية قرون وتغلغله ثقافياً في قلب أوروبا. كما أن الاستشراق في جوهره كان عملاً مصوباً – بالدرجة الأولى – نحو الإسلام كدين وثقافة وحضارة أكثر من كونه موجه للشرق عامة. وتستعرض الورقة. تتجلى العلاقة بين الإسلام والغرب (المسيحي) اليوم في أطروحات مفكري العولمة مثل صراع الحضارات التي جاء بها البروفيسر صامويل هنتجتون وهو صراع حضاري بين الحضارة الغربية من ناحية وثماني حضارات من الناحية الأخرى. تتناول الورقة أيضا الخلفيات الثيولوجية والفلسفية التي شكلت صورة الإسلام لدى الغرب. واستعرضت مراحل العلاقة بين الطرفين: (1) فترة العصور الوسطى؛ (2) مرحلة الاستشراق والحروب الصليبية والاستعمار؛ (3) ثم مرحلة الحداثة والعولمة. وتشير الورقة إلى النماذج الإيجابية في كتابات بعض العلماء الغربيين عن الإسلام مثل مارشال هودجسون (رائد مدرسة التاريخ الشامل في جامعة شيكاغو) والذي تحدث عن عظمة تاريخ الإسلام وعالمية حضارته وذلك في ثلاثة مجلدات. واقترحت الورقة بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن يتبعها العالم الإسلامي في الحوار مع الغرب لبناء الجسور من أجل العلاقات البناءة والتعاون والتعايش السلمي.
الملخص الانجليزي
The nature of the relation between the West and the Muslim world raises such central questions as 'Does Islam really threaten the West'. Likewise; does the modernized West endangers Islam and its civilization? What should be done to shift the relation between the two sides from confrontation and conflict to cooperation and peaceful co-existence? The article highlights the common grounds and points of convergence between Christianity and Islam that could pave the way for peaceful co-existence. The article blames the West for ideologically approaching Islam from a Christian-Judaism perspective. The article notes that the relations between the two sides were characterized by interactions as well as conflict and reactions. The Crusades led by the West against the Muslim world is considered as a reaction to Muslim control of Spain (Andalusia) for eight centuries. In addition, Orientalism was mainly geared to distort and weaken the Muslim societies in order to pave the way for Western domination. It was aimed at damaging Islamic culture and civilization more than merely endangering the East at large. The article details on the background of the relationship between the Muslims and the West. It holds that when the Westerners deal with Islam, they lean on philosophical thinking. This philosophical and theological thought is a product of three components: the Greek philosophy, the Roman heritage - which is famous for creativity in the field of laws, administration, political systems, empirical tradition, and personality (emperor) cult; and finally Christianity and Judaism, which tried to give them spiritual and divine color. Then the article defines the Barriers throughout different epochs, and finally recommends a strategy for dialogue along with the objective rhetoric necessary for a constructive dialogue to bring about the two sides into peaceful co-existence.
تاريخ النشر
01/12/2005
الناشر
مجلة الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة أم درمان الإسلامية/ السودان
البروفيسور د عبده مختار موسى | ِprof dr Abdu Mukhtar Musa Mahmoud | 2432