العدد التاسع مقالات
لغويات قرآنية (3) / مقالات
18/02/2021
د.بسام مصباح الأغبر
تحدث القرآن الكريم عن الجنة ونعيمها، ووصف لنا حال سكانها وراحتهم، وكذلك الأمر كان مع النار وعذابها، نعوذ بالله منها، فوصف مآل أصحابها، وهلاكم، في أكثر من موضع من القرآن الكريم، ولكن، هل النعيم الذي يعيشوه المؤمنون واحد؟ وهل العذاب الذي يتعرض له الكافرون واحد؟
سنحاول في هذه المقالة، تعريف لتعداد نعيم الجنة، وتعداد لعذاب النار.
أولاً- نعيم الجنة نعيمان:
1. نعيم جُسْمَانِيّ، وهو الجنة وما فيها من خيرات ونِعم، قال تعالى: "{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [محمد: 15]
2. نعيم رُوحَانيّ، وهو الفوز برحمة الله ورضوانه، وهو أعظم من النعيم الجسماني، قال تعالى: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21)} [التوبة: 21]
ثانياً- عذاب النار عذابان:
1. عذاب جُسْمَانِيّ، وهو عذاب الجسم وأهوال النار، ومنه قوله تعالى: {مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17)} [إبراهيم: 16، 17]
2. عذاب رُوحَانيّ، وهو لعنة الله وغضبه، وهي أشد من العذاب الجسماني؛ لأن اللعنة تعني الطرد من رحمة الله تعالى، وعدم الحصول على مغفرته، وبذلك تبقى نفوسهم متعبة، قلقلة، خائفة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)} [البقرة: 161، 162]
اللهم أجرنا من نارك، وعذابك، وأدخلنا جنتك بغير حساب ولا سؤال، وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم، وصحبة نبيك الأمين.
والله تعالى أعلى وأعلم
العدد التاسع القرآن الكريم ، التفسير ، اللغويات ، نعيم الجنة ، عذاب النار ،مواضيع ذات صلة
لغويات قرآنية (2)
د.بسام مصباح الأغبر