العدد الثالث تقارير
الخط العربي ..من جدران المساجد إلى الطابعة الليزرية / تقارير
04/11/2020
لما كانت اللغة روح الأمة، والحرف لسان اللغة، والناطق باسمها، والمعبر عن آمالها، ومبعث حضارتها وأمجادها، وعنوان فنها وإبداعها، فلا بد أن يحتل الخط العربي موضعه من الاهتمام والتقدير، ليدرس ويطور نحو الأحسن والأفضل وكان من الضروري الذي لا مناص عنه، أن يدرس بشكل دقيق يكشف عن غوامضه وأسراره، وكوامنه وأغواره، وفنونه وروائعه، من المختصين والباحثين.
خط الرقعة
وهو خط الأساس الذي ينبغي على الخطاط معرفته أولاً، وهو خط جميل وبديع، في حروفه استقامة أكثر من غيره، ولا يحتمل التشكيل، ولا التركيب وفيه وضوح، ويقرأ بسهولة، ويُستعمل هذا النوع في الأغلب في الإعلانات التجارية، لبساطته وبعده عن التعقيد، استعمل في عناوين الصحف والكتب والمجلات، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى قطعة الورق التي يكتب عليها، ويتميز بقصر حروفه وهو أسهل الخطوط قراءة وكتابة، لكونه واضحاً وجميلا، فكل من أتقن الرقعة لم تصعب عليه الخطوط الأخرى، وقد شاع استخدام خط الرقعة خلال حكم الدولة العثمانية، وخاصة خلال القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي.
الخط الديواني
ويسمى خط الرقعة المدلل باصطلاح خطاط العصر، وقواعده مشابهة بشكل كبير لخط الرقعة إلا أنها ملتوية أكثر من غيرها، وقد جابت تسميته نسبة إلى صدوره من الديوان الهمايوني السلطاني للحكومة العثمانية، فجميع الأوامر الملكية، والإنعامات والفرمانات التركية السابقة لا تكتب إلا به، وكان هذا الخط في أيام الخلافة العثمانية سرا من أسرار القصور السلطانية لا يعرفه إلا كاتبه، أو من ندر من الطلبة الأذكياء، وقد وضع بعد فتح القسطنطينية ببضع سنين، وبقي العمل به مستمراً في دوائر الدولة العثمانية حتى استبدال الأتراك الحرف اللاتيني بالخط العربي، وتتميز حروف الخط الديواني بأنها منسقة، وتقع في العين والقلب موقعة، وينقسم الخط الديواني إلى قسمين: الخط الديواني الجلي و الخط الديواني الجلي الزورقي.
خط النسخ
وهذا الخط من أجلّ الخطوط العربية، وهو الخط المكتوب في المصحف حاليا، وقد سمي بعدة تسميات منها: البديع، والمقوّر، والمدوّر، والمحقق، وسمي بهذا الاسم لاستخداماته في المراسلات، والمعاملات التجارية، والكتابات الإلكترونية، واستنساخ الكتب، وعرف النسخ في النصوص العربية السابقة على الإسلام، ومنها نقش حران المؤرخ سنة ۹۸ تام حيث تجد بعض الحروف المدورة واللبنة.
خط الثلث
من أشهر أنواع الخط النسخي وهو خط القمة فمن أتقنه فهو النجم الساطع، وسمي بهذا الاسم لأنه يكتب بقلم يقط محرّفا، بسمك يساوي ثلث قطر القلم؛ لأنه يحتاج إلى تشعيرات لا تأتي إلا بحرف القلم وسمكه، ويسميه بعضهم بالخط العربي؛ لأنه الأساس لأنواع كثيرة من الخطوط العربية، ويعد خط الثلث الأكثر صعوبة بين الخطوط العربية الأخرى، من حيث القواعد، والموازين، والقدرة على الإنجاز، ومن يتمكن من الثلث فإنه يتمكن من غيره بسهولة.
الخط الفارسي
يتميز الخط الفارسي، أو ما يسمى بالتعليق، بجماله ودقة امتداد حروفه، ويتميز بالوضوح وعدم التعقيد، ويستخدم في كتابة جميع الفنون الكتابية وتزيينها سيما عناوين الصحف والمجلات والإعلانات التجارية والبطاقات الشخصية، وقد شاع هذا النوع من الخط، في بلاد فارس، ومن لا يتقنه منهم فإنه لا يعد خطاطاً. وقد بدأ بالظهور أوائل القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي.
لماذا الطباعة
قبل بضعة قرون من الزمان، سعى الإنسان القديم إلى تدوين المعارف والعلوم المختلفة ؛ وبسبب (الحاجة أم الاختراع) فقد تفتق ذهنه عن اختراع وسائل الطباعة المختلفة التي انتقلت علومها وتطورها بين بقاع الأرض المتباعدة ليضيف الجيل اللاحق خطوة جديدة إلى درب التطور الذى بدأه الجيل السابق وما إن بلغ تطور العلوم ذروته حتى يأتي جيل جديد، ويصبح ما حققه جيل الأمس من تطور مجرد خطوة سابقة في درب التطور لجيل الغد ،وتطورت في السنوات الأخيرة كذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تمتد حدودها خارج النصوص الكتابية الورقية إلى مجالات وصناعات أخرى، وكل ذلك أثّر في الخط؛ فبدل أن تُكتب النصوص كتابة بيد خطاط، أصبحت تطبع طباعة، وهذا يمثل تحولاً كبيراً في مستقبل الخط العربي، ورغم الحداثة فالخطاط العربي ما يزال مصراً على حمل لواء الخط العربي، رغم كل التحديات التكنولوجية.
العدد الثالث الخط العربي ، خط الرقعة ، الخط الديواني ، خط النسخ ، خط الثلث ، الخط الفارسي ،مواضيع ذات صلة