العدد الثالث قضية للمناقشة
الترقية العلمية.. مشكلة الجامعات العربية التي ما زالت تبحث عن من يحلها !! / قضية للمناقشة
04/11/2020
لطالما ظلت الترقية العلمية في الوسط الأكاديمي في مختلف الجامعات، قضية ساخنة تتجاذبها الآراء ما بين مؤيد لها بوصفها تسهم في رقي الاكاديمي العلمي وتوسيع مداركه البحثية، ومعارض لها بوصفها ليست سوى حجر عثرة تحبط نشاط الأكاديمي العلمي وتجبره على تقديم منتج علمي هو بمثابة اسقاط فرض لا يمكن تجاوزه؛ لأن الترقية لا تتم بدونه، وبين هذا وذاك يقول واقع الحال: إن الجامعات العربية لم تستطع أن تضبط سياقات هذه الترقية، بل إن كثيراً منها يتفنن في تعقيد هذا الأمر، وباتت الترقية، بلا أدنى شك، معرقلا وليست محفزا نتيجة غياب الرؤية الواضحة للمؤسسات الأكاديمية في كيفية توظيفها بالشكل الأمثل وليس غريبا غياب التفاعل معها من الأكاديميين؛ لأنها تقدم حزمة من الشروط التي يرى كثيرون أنها لا تقدم شيئا في مجال تحفيز الأكاديمي نحو الإبداع كما هو الحال في العالم المتقدم.
تسلط صدى أريد في قضيتها للمناقشة اليوم الضوء على الترقية العلمية محاولة لجس نبض المعنيين بها، وتلمس هواجسهم نحوها، فكانت هذه السطور.
الترقية حافز للنجاح
إسماعيل مخلف خضير أستاذ مساعد في الجامعة العراقية من العراق يرى أن الترقية تكون نجاح عندما تقدم الجامعة شروط مقبولة للترقية وليست شروط تعجيزية في النشر وجهة النشر وعدد البحوث ، في حين يقول التدريسي عبده ثابت العبسي في جامعة أم القرى في المملكة العربية السعودية أن الترقية العلمية يسبقها أبحاث لمشاكل علمية يكتسب الباحث منها خبرة البحث والتمحيص والتي بدورها تسقل اكثر الباحث معرفيا, وبالتالي يكتسب متعة وشغف مهارة البحث العلمي والاستمرار به كتابة وقراءة ونقدا، أ.د. حيدر علي الزبيدي من العراق يؤكد أن المتابعة والتشديد على رصانة البحوث المقدمة للترقية، وتضييق نسبة الاستلال فيها، مع التأكيد على السادة الخبراء في متابعة ذلك بدقة وأمانة، وضرب كل ما خالفها.
الترقيات العلمية بين نقيضين
د.فاطمة بنت سعود الكحيلي التدريسية في جامعة طيبة -المدينة المنورة تقول «الترقيات العلمية يجتمع فيها (كثيرا) النقيضين، قد تكون محفزة للرقي الاكاديمي، فتكون بوابة لبراءات الاختراع، وإثراء الرصيد المعرفي للإنسانية في كافة المجالات وقد تكون صدمة ( عنيفة) عندما تكون الترقيات العلمية بوابة للسرقات، والغش، والمناصب، والاستعراض، والكسب المحرم»، اما الأستاذ المشارك الدكتور ياسر محمد عبد الرحمن طرشاني رئيس قسم الفقه وأصوله بكلية العلوم الإٍسلامية بجامعة المدينة العالمية بماليزيا يقول: بفضل الله تعالى الترقيات العلمية في جامعتنا محفزة للإبداع والتجديد حيث يشجعون الباحثين للنشر في المجلات العلمية العالمية المحكمة وذات التصنيف العالمي، كما أنها تشجع على المشاركة في المؤتمرات والندوات العالمية بالإضافة إلى تقديم خدمات للجامعة والمجتمع.
خطوات من اجل النجاح
تكون الترقية العلمية حافزا للنجاح إذا تخلصت الجامعات من التبعات الحزبية والمحسوبية، والتأثيرات الجانبية، والحكم بالهوى لا بالقيم العلمية الرصينة، وهذه السلبيات والتراكمات تخلق جواً من الظلم والطغيان والشعور بالحيف على المؤسسة الأكاديمية، وتكون جوفاء في هيكليتها وتنافسها العلمي وخدمة القضية التي وجدت من أجلها، وتحولها إلى مؤسسة ليست ذات قيمة علمية بحته ولا تصلح أن تخدم جوانب البحث العلمي الرصين والمستقل، هكذا يرى الأستاذ المشارك الدكتور فليح مضحي السامرائي التدريسي في جامعة المدينة العالمية - كلية اللغات – ماليزيا
أما أ.د.محمد عاشور التدريسي في جامعة سيئون- حضرموت- اليمن فيقول: إن الترقية تشكل حافزاً للنجاح بوصفها شكلاً من أشكال التطور في السلم الأكاديمي، وهكذا تعمل على إتاحة الفرصة لتبؤ بعض المواقع المتقدمة التي تتيح للباحث إيصال معارفه لخدمة المعرفة.
الخلاصة
إن واقع الحال يؤشر، بنحو واضح، وجود بون شاسع بين آليات الترقية العلمية في الجامعات المتقدمة وبين الجامعات العربية، وعلى هذه الجامعات اعطاء الامر أهمية كبيرة واخضاعه للمراجعة والتدقيق الشامل، والاستفادة من التجارب المتقدمة في هذا المجال؛ إذ ليس من المعقول أن يبقى التخلف وغياب العدالة والموضوعية في شروط الترقية العلمية هي من تقتل طموح الأكاديميين ورغبتهم بالتطور والرقي العلمي .
العدد الثالث الترقية ، الجامعات العربية ، براءات الاختراع ، المجلات العلمية ،