هناك قواسم مشتركة تجمع الوقف بالتنمية المستديمة، من حيث المقاصد الجامعة بينهما في تأمين بيئة صحية صالحة، تعيش فيها سائر الكائنات الحية بأمنٍ ووفاق، والناظر في حقيقة الوقف ومشروعاته التاريخية يجده سبّاقاً للمفاهيم المعاصرة الداعية لحماية الإنسان والكوكب ومن عليه من المخلوقات وكذلك الأجيال القادمة؛ من خلال حسن استخدام الموارد وتسخيرها بعيداً عن الإسراف والتعدي، مثل ما يعرف بالاستدامة وغيرها من المصطلحات المستجدة ..
وقد مثّل الوقف الصحي أبرز صور التنمية المستديمة لما امتاز به في ربطه بين صحة الإنسان ونفسه، والتي تمثل إحدى الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية الغراء بحفظها، والتي عدّت مسألة إحياء النفس البشرية أمراً عظيم القدر.
وهذا الإصدار يجسد هذه المفاهيم ويؤصلها.