تجسد الاقتصاد النمطي القائم في التعامل مع الموارد والثروات الطبيعية بثلاثية (خذ، اصنع، تخلص) لينتهي الأمر بالسلع وما شابهها إلى المكبات، وما تخلفه من مساوئ وأضرار جسيمة. أما الاقتصاد الدائري فيقوم على أساس مبدأ إعادة دورة الحياة للمنتج من جديد، بعد استعماله وتعطله، من خلال مجموعة آليات مهددة؛ تسبق عملية تصنيعه، بحيث يمكن تركيبه من جديد، بعد إزالة أو إصلاح الجزء العاطل منه، ومن ثم إعادة تدوريه من جديد، حتى أصبح شعار الاقتصاد الدائري (من المهد إلى المهد) في إشارة إلى الانتفاع من السلع مرة بعد مرة، بدلاً من رميها وإتلافها بعد تعطلها والتخلص منها.
والإصدار الذي بين أيدينا يسلط الضوء على مجموعة من الأفكار التي تدعم عمليات التدوير، ويؤصل لها مشروعية هذا العمل وأهميته ودوره في الحفاظ على الكائنات الحية والبيئة، ويبين كذلك دوره في الحد من ظواهر التلوث والاحتباس الحراري وغيرها من مشكلات البيئة المتفاقمة.