مدونة البرفسيور محمد عبد الرحمن يونس
عبقري الرواية السورية المعاصرة حيدر حيدر . وداعا سلاما . عليه واسع الرحمة و المغفرة
البروفسيور محمد عبد الرحمن يونس | professor : Mohammad Abdul Rahman Younes
07/05/2023 القراءات: 1437
وداعا عبقري الرواية السورية المعاصرة
رحل اليوم عبقري الرواية السورية المعاصرة الروائي حيدر حيدر ، منتقلا إلى رحمة ربه ، بعد أن أثرى المشهد الروائي السوري بالعديد من الروايات المتميزة لغة شاعرية عذبة شفيفة قلّ نظيرها في الخطاب الروائي العربي المعاصر
تبوح رواياته لغة شاعرية بهية ، عبقة بالغبطة و الجمال الآسر، و رافضة معرية في الآن نفسه مظاهر الفساد و الفواجع و الخيبات و التفاهات في أروقة المجتمعات العربية و دهاليزها.
كتب عن المهمّشين و المستلبين و الطغاة و الظلمة، و التجار و الفجّار، و الأحرار و الشرفاء سموا ونبلا ، و المنحطين فسادا و جورا و تخريبا لبنيات مجتمعاتهم.
عاش حياته كريما، مبدعا ، محبوبا، نظيف اليد، قارئا متميزا في صنوف المعرفة و تياراتها و نظرياتها، لم يسع إلى الشهرة، و لم يكن مهتما بها، بل هي التي سعت إليه ، و أفردت له فضاءات الصحف و المجلات الثقافية.
رواياته النبيلة الجريئة امتدت إلى ساحات العالم العربي و حواضره الثقافية، و إلى العديد من جامعاته.
و في الآن نفسه حاربتها العديد من الجامعات، خوفا منها، و من خطابها الشجاع و الجريء القادر على الإدانة و كشف ما هو مخبوء من ظلام و قهر، و اغتراب، و ازدحام في القيعان و المستنقعات.
الرحمة و المغفرة لك أيها الروائي المتميز العلامة الشاهقة البارزة في الرواية السورية المعاصرة، بل في الرواية العربية على امتدادها و اتساع تياراتها و تباين تجاربها في الإبداع و التجديد.
الله يرحمك الرحمان الرحيم رحمة واسعة ، و يغفر لك، ويحسن إليك، و يجعل مثواك الجنة، و البقاء لله سبحانه و تعالى في عزّه و عليائه و عرشه و ملكوته
. حيدر حيدر سلاما لك، سلاما ليراعك المحلق المتجدد، سلاما لروحك البهية المشعّة زنابق و ياسمينا و فلا.
حيدر حيدر ، وداعا، وفاة الروائي السوري،
مواضيع لنفس المؤلف