الناس بأوطانهم أقنع منهم بأرزاقهم
د. محمد فضل أحمد عيسى | DR .Mohamed FADL Ahmed Isaa
24/12/2024 القراءات: 136
الناس بأوطانهم أقنع منهم بأرزاقهم قال الله تعالى في كتابه العزيز:" ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو أخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ..." ذلك تأكيدا على أنّ حب الديار مركوز في طين الطبع ، لقد سوى الله بين قتل النفس والخروج من الديار ولنا في رسول الله عظيم القدوة حيث قال عند خروجه من مكة :" والله إنك لأحب بلاد الله إليّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت " ولله در القائل : كم منزل في الأرض يعشقه الفتى وحنينه دوما لأول منزل. وأول منزل هو الوطن حاضن مهد طفولتنا وإرث أمجادنا هو الشجرة الوارفة التي تحنو علينا بظلها ،في ظل نخلة أصغيت لقصة آبائي وأجدادي ، نخلة طاب حضن نمائها مترنما غردا وسأروي حكايته لأولادي وأحفادي سند متصل من العشق بترابه المتسع لأهله يجود كلما قصرت الأيادي ، فلا يوجد للإنسان أمهد من وطنه وأعمر من مكانه وأخصب من جنابه به يكون لنا عظيم السؤدد تغنى بحبه كل ذي فطرة سليمة فقال شوقي: وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي ،وعلق بقراط فيسلسوف زمانه قائلا : " فطرة الرجل معجونة بحب الأوطان وكل عليل يداوى بعقاقير أرضه كما تتروح الأرض الجدبة ببلل القطر" وألطف قوم بالفتى أهل أرضه وأرعاهم للمرء حق التقادم ، فقرب الدار في الأوطان خير من العيش الموسع في اغتراب، ويترجم حب الوطن واقعا معيشا بالذود عن حياضه والدفاع عن بيضته، راسمين في وادي المنايا لوحة الفخر فمن أجله تبذل المهج رخيصة للحفاظ على كينونته راسمين بسمة فخر لنشدو بقيثارة الأرض للمجد والعلياء فوق الذرا الشمّاء، فوطني تاج بِدُرِّ المكرمات ترصعا يدور الكون حوله خاشعا ، يسجد جبيني على ثراه متفاخرا متهجدا مترفعا، فالجود والإيمان فيه تربعا، وللأوطان في دم كل حر يدٌ سلفتْ ودَيْن مستحق.
كينونة الوطن- الحياة - طين الطبع - تراث أبي وأجدادي - حق التقادم- الواقع المعيش - الأدب العربي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة