مدونة عمران بن شعبان بومنجل


الوجود و الهوية بين الإختيار و الجبر

عمران بن شعبان بومنجل | omrane ben chaabene bouminjel


04/11/2020 القراءات: 1203  


متى تولد و كيف تموت ؟ سؤال بصيغة ثنائية أتى بحثا عن الزمان في جزئه الأول و الكيفية في قسمه الثاني دون أن يسبق الزمان الكيفية و لا حتى أن يكون له وجود محض مقدم في ظل جهل و تزوير للأحداث الإنسانية المسطرة للتواصل الآدمي .. و قد يرد أحيانا بلحاف "لماذا" إستفسارا عن النشأة باحثا عبره عن بعض إقتباسات قد تذكر الفرد ببدايته العمياء المرهونة بسجل الصيرورة البيولوجية و لا يكون أبدا بغير " كيف " إذا تعلق الأمر بالمنتهى كي يظفي الغائية على الختام و تشجيعا على الإجتهاد ..هنا على العاقل أن يقف على شيفرة الألفاظ : أليس مهما السؤال عن الزمن أو السبب و المكان ب " أين" ربما لأن كل هذه التفاصيل لا تنفع بقدر ما يفهم إذا تساألنا على الحال أو عنه.... ما تعودناه عن التساؤل أن صاحبه يرمو إلى المعرفة قصد النفع أو التوضيح أو التعليم إذا كان إنكاريا التي قد تشمل السخرية لكن ما مراد السائل من " كيف يموت" ؟ أ للنفع .. إذا كان وارثا ؟ أم للتوضيح... إذا كان محققا ؟ أم للسخرية إذا كان شامتا؟ أم للتعليم إذا كان......؟ هنا الكل مخاطب و الكل متعطش للإجابة لكن لماذا قد تتوق إلى معرفة نكرة معلومة ؟ طريقة الطرح دائما هي قوقعة الإجابة ، فمن يسأل لا يدرك أبدا أنه يعبر عن ذاته بصيغة المجهول لكنه حقيقة هو عن بعض تفاصيل فردانيته يتحدث ، فمن يسأل أين الطعام؟ هو في الحقيقة جائع و من يسأل ما أفعل ؟ مؤكد أنه غير فاعل أو بالأحرى هو جامد عمليا. هذا من ابسطها إلى أعظمها و أكبرها سؤالا.. لكن مالذي يكشفه المرء من نفسه إذا قال كيف أموت؟ أيلمح عن براثن الحياة في جسمه أم يعرض بعضا من غيابتها في وجوده .. أأنا موجود حقا أنتظر الموت أم أنني بين حبلي اليقظة و الموت أتأرجح ... هنا كان لابد من حضور متى أموت .. لكن لماذا " كيف"... دعنا نعود إلى البداية ، ربما قد نفهم قليلا من أسرار النهاية .. أين ولدت هذا مفتاح المستقبل فهو سقيفة جنسيتك و لغتك و ثقافتك وربما إعتقاداتك و قصد جمعها أنها بدأت مفردة كما جاء في دين الفطرة حيث تكون مأصلة بمنهج ربوبي أساسه جذر ثابت و فرع في السماء كما حدد في صحيفة المسلمين حينها أكد لنا ""انها تأتي أكلها بإذن ربها"" ومنها تفرع أو إستمرارية أو إذا غطت الشمس وجه النور فتبديل و جحود و إنكار ... هنا لا حديث عن فقر أو غنى ؛ عن سعادة أو شقاء . أو عن صالحين و فاسدين أو عن أماكن فاضلة و أخرى ميؤوس منها أخلاقيا فهي كسب وندب للحظ كما قرر الملك في البطن بعد أربعين فأربعين ثم أربعين و ليست لدنية لذلك لا مماطلة في بحث عن أصل الارزاق و الأخلاق أو أن تكون حكرا على مكان معين أو دولة محددة أو برقع جغرافي موسوم .. إنما بالأخلاق يعرف البشر و لا تعرف الأخلاق بالإنسان أو المكان.


الوجود و الهوية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع