المتخيل في المفهوم الاسلامي
د.صبا قيس الياسري | DR.SABA QAIS ALYASIRI
26/04/2024 القراءات: 822
يلعب المتخيل دورا هاما في تشكيل افكار وعقائد الناس على مر العصور ويعمل على توجيهها في سياق المسارات التي يرسمها لها القائمون على انتاج التخيل وتبرير وجوده وتنظيم حدوده ,وتلميعها واعادة انتاجها في كل حقبة وفق صياغات جديدة لكن وفق اشتراطات القواعد ذاتها .وهو يمثل أهم دعائم تأسيس النسق الثقافي وديمومة فاعليته ,وللمتخيل القدرة على استيعاب وتوظيف مختلف الموارد الادبية والفنية والخرافية والعادات ومتغيرات اللغة المنطوقة او البصرية فضلاً على الرموز والاشارات ,حتى تصير كل موروثات الماضي وعلاماته مصادر مرجعية لتشكيل الهوية الثقافية وتغذيتها بالموارد اللازمة لبقائها وفاعليتها .
والمتخيل في حدود الابداع الفني غالبا مايتجاوز الطبيعة الذاتية المنتجة والسيرة الشخصية الفردية المبدعة ,فهو يتكون ويتم صقله وترويجه بشكل جماهيري ضمن الاطر الاجتماعية التي تحكمها افكار وتوجهات ذات طبيعة ايديولوجية , فالمتخيل يحيى وينمو ويتطور من انعكاسات البنى الاجتماعية والثقافية المحيطة به, لذا فان المتخيل يشكل المادة الخصبة للثقافة العامة والتي لا ترتبط بالماضي ولا بالحاضر الراهن فقط انما هي مايؤسس الذهن الانساني الفردي أو الاجتماعي, فالمتخيل يستمد قوته وتاثيره من ارتباطه بالافكار الشمولية التي تعطي للحياة القيمة والمغزى والهدف,وتكرس مشاعر التلاحم والتكاتف وتقود الى التحكم في السلوك الاجتماعي للانسان , من هنا يظهر واضحا مدى ارتباط المتخيل بالفكر الديني لكل مجتمع ومدى تاثره وتاثيره بانساق العقائد والممارسات والافكار التي يؤسس لها الدين بوصفه اسلوبا للتحكم بالحياة ومابعدها .
التخيل ، المتخيل ، الابداع
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع