علماء الحديث والفقه والسيرة النبوية بالأندلس
فرج مراجع فرج بن موسى | FARAG MURAJIA FARAG BIN MOUSA
22/04/2020 القراءات: 6719
علماء الحديث والفقه والسيرة النبوية بالأندلس
بعدما فتحت الأندلس وبدأت الهجرة الإسلامية إليها بدأت الدعوة الإسلامية تنتشر، فدخل الكثير من سكان بلاد الأندلس في الإسلام، ومن هنا بدأت حركة علماء الإسلام في نشر القرآن الكريم والسنة والفقه والحديث واللغة العربية، واجتهدوا كثيراً في تعليم الناس أمور دينهم وفي ترتيل القرآن الكريم ومعرفة أحكامه وفرائضه.
ولم تستقر الأندلس على مذهب واحد بل على العكس من ذلك، فقد انتشرت العديد من المذاهب التي جاءت من الشرق، ويعتبر مذهب إمام الشام الأوزاعي أول هذه المذاهب التي دخلت للأندلس منذ بداية الفتح الإسلامي، بالإضافة إلى المذاهب الأُخرى التي دخلت للأندلس بعد الفتح ولم تأخذ الصفة الرسمية، وهي الحنبلي والحنفي والشافعي، وأصبح المذهب المالكي يفوق المذهب الأوزاعي حتى اتخذه أهل الأندلس وحكامها في عهد الخلافة الأموية مصدراً لتشريعاتهم، وكان للفقهاء دور كبير في الدولة بالفتيا و القضاء والشرطة( )، وأيضاً يُعد علم الحديث من أهم وأول العلوم التي اعتمد عليها أهل الأندلس، وتناولت كتب التراجم والسير مجموعة من العلماء الذين تميزوا في هذه العلوم، ومن العلماء الذين اجتهدوا في علم الحديث يحيى بن مالك عائد (ت275هـ/985م) ومحمد بن عبد الملك بن أيمن (ت 330هـ/941م) ورحل ابن أيمن مع ابن أصبغ للعراق سنة (276هـ/889م) من أجل العلم والمعرفة، فقد ظهرا بعهد الإمارة الأموية، فاعتبرا من أهم أعمدة علم الحديث( )، ويعد محمد بن أوس بن ثابت الأنصاري( ) من أشهر العلماء الفاتحين للأندلس، وساهم في نشر الإسلام وعلومه، وعرف عنه العدل والصدق والفضل والعمل بالقرآن والسنة( )، وحِبان بن أبي جبلة( )، وكان من التابعين العشرة الذين بعث بهم عمر بن عبد العزيز إلى إفريقية لتعليم الناس أمور دينهم، وقد دخل الأندلس مع موسى بن نصير سنة (94هـ) ووصل إلى قرشونة التي تبعد عن برشلونة حوالى 25 ميلاً ( )، ويعتبر حيوة بن رجاء من التابعين الذين شاركوا بفتح الأندلس مع موسى بن نصير( ) وهو من علماء الأندلس الفاتحين الذين وضعوا أسس الحركة العلمية بالأندلس منذ فتحها. ومن العلماء الأوائل المغيرة بن أبي بردة نشيط ابن كنانة العذري، وهو من التابعين ممن يروي عن أبي هريرة () وورد ذكره عند البخاري بكتابة التاريخ الكبير، وجاء اسمه عند مالك في موطئه ( )، ويُعد عياض بن عقبة الفهري من التابعين الذين ساهموا منذ بداية فتح الأندلس بنشر القرآن والسنة ( ).
ويعتبر إبراهيم بن حسين بن خالد الذي يكنى أبا إسحاق (ت 246هـ) عارفاً وعالماً بعلم الفقه، سكن قرطبة ورحل للمشرق العربي وأخذ العلم عن علي بن معبد وعبد الملك بن هشام صاحب المشاهد، وأيضاً مطرف بن عبد الله صاحب مالك بن أنس (ت299هـ)، تمكن من تأليف كتاب تناول من خلاله تفسير القرآن الكريم ( )، وتميز بتعليم الناس في المواعظ والسيرة والتذكير بالله عز وجل. ويُعد أصبغ بن خليل( ) من العلماء الذين دخلوا الأندلس منذ بداية الفتح الإسلامي، وكان على مذهب الإمام مالك، ويقرأ القرآن على رواية الإمام نافع واجتهد في تعليم الناس القرآن الكريم( )، ومن العلماء الذين دخلوا منذ بداية الفتح الإسلامي للأندلس معاوية بن صالح الحضرمي( )، من رواة الحديث عن رسول الله (ﷺ)، وكان له دروس يعلم الناس من خلالها القرآن والسنة النبوية( )، تميز بحبه لحديث رسول الله (ﷺ)؛ وإنه لحب يسكن الجسد ويتغلغل فيه ويلامس الروح ويتعلق بالقلب، هكذا هم علماء الإسلام بالأندلس، همهم وشغلهم إخراج العباد من الظُّلمات إلى النُّور، هدفهم التَّعليم وفتح آفاق المعرفة، يسْعون من أجل نشر المعرفة والثقافة من خلال دروسهم ومواعظهم. ويعتبر عيسى بن دينار الغافقي الطليطلي من علماء الحديث (ت 222هـ)، وكان إماماً وواعظاً وعالماً بالمذهب المالكي ( )، تميز بالدعوة ونشر العلوم الدينية والتذكير والوعظ بدين الله عز وجل، واجتهد في تعليم الناس القرآن الكريم والفقه، وكان حريصاً على إقامة الدروس العلمية ( ).
مائدة علماء الفقه والحديث والسيرة النبوية بالأندلس
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة