نفائس النصوص التراثية (1)
د. عبد الرزاق مرزوق | Abderrazak Merzoug
08/10/2023 القراءات: 1041
1- نص الإمام أبي بكر محمد بن عبد الله ابن العربي (543هج) في تفسير ترجمة الإمام مالك بن أنس (179هج) آخر الموطأ (1)؛ لما قال: "باب ما جاء في طلب العلم"، ثم أورد بلاغه فيه: (أن لقمام الحكيم أوصى ابنه فقال: «يا بني جالس العلماء، وزاحِمهم برُكبَتَيْك، فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة؛ كما يحيي الأرض المَيْتَة بوابل السماء».
قال الإمام ابن العربي:(2) (ترجم مالك به، وبوَّب به البخاري وغيره على الإطناب فيه، وأدخل فيه مالك رضي الله عنه مسألة لقمان كأنها فرع من الإسرائيليات التي اعتمدها كثيرا، وقد اختُلف في لقمان: ما بين كبير وصغير، وما بين زيادة النون وحذفها.
ورأي مالك رضي الله عنه: أن كل ما وافق من الحكمة، ولم يخرج عن السنة من الإسرائيليات، فروايته جائزة، وهو المراد بقوله: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج».
وفي أحد التأويلات: هذا المثَل الذي جرى من لقمان في الإحياء والإماتة؛ ورد مفسَّرا في حديث أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: «مثَل ما بعثني الله به من الهُدى والحكمة كمثل غيْث أصاب أرضا».. الحديث، إلى غير ذلك من الآثار البديعة.
وأبهم مالك رضي الله عنه الترجمة في قوله: "طلب العلم" على ما نبَّهْنا عليه من أغراضه في الإبهام، لأن العلم ينقسم - من جهة طلبه – إلى قسمين: واجب ومندوب.
فالواجب: العلم بالله تعالى بأدلته التي نصبَها طريقا إلى معرفته، أولها وأوْلاها بالإنسان نفسُه، ولذلك قال - سورة الذاريات -: ﴿وَفِےٓ أَنفُسِكُمُۥٓۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَۖ ٢١﴾، فإذا أراد العبد أن يعلَم ربه فليعلَمْ نفسَه، فإن كل حالة من أحواله تدل على صفة من صفات ربه: عجز بقدرة، وجهل بعلم، ونقص بكمال، إلى آخر القصة.
والعلمُ بالوظائف التي رُتِّبتْ عليه لتقويم النفس على مَحَجّة السلوك إلى الله عز وجل وغيرِ ذلك: مندوبٌ.
والباب عظيم طويل، فليُطْلَبْ من "شرح البخاري وغيره").
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
(1) - "موسوعة شروح الموطأ: ج23، ص 726.
(2) - نفسه: ج23، ص 726-727.
العلم - مالك بن أنس - أبو بكر بن العربي - الموطأ - القبس
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع