لقد حظيت الأسرة في التشريع الإسلامي ببالغ العناية والاهتمام، وهذا نابع لما تمثله الأسرة من أهمية بالغة في المجتمع الإسلامي، والظروف الراهنة من انفتاح وتطور آليات التواصل زادت من التحديات أمام الأسرة المسلمة للحفاظ على تماسكها، وتنبع مشكلة الدراسة من ارتفاع حالات الطلاق في المجتمعات الإسلامية، والذي بدوره يعد أهم عامل من عوامل تفكك الأسرة، وساهم التطور والانفتاح المعاصر في هذا التفكك الأسري، وتنبع أهمية هذه الدراسة بتسليط الضوء على أهمية ومكانة الأسرة في الإسلام، والتحديات التي تواجه تماسكها، بالإضافة لبيان التحديات المعاصرة التي تواجه هذا التماسك وآليات التغلب عليها، وتهدف الدراسة لبيان واقع الأسرة المسلمة في زماننا المعاصر والتحديات التي تواجه تماسكها، بالإضافة لعرض آليات مواجهة هذه التحديات بغية الحفاظ على تماسك الأسرة المسلمة، واستخدمت الدارسة المنهج الوصفي التحليلي لوصف التحديات التي تواجه تماسك الأسرة المسلمة وتحليلها بالإضافة لتحليل آليات التغلب على هذه التحديات، وتوصلت الدراسة إلى أن تماسك الأسرة وصلاحها يعني صلاح المجتمع وتماسكه؛ وتواجه الأسرة المسلمة تحديات معاصرة تعصف بتماسكها وتعرض بقاء الحياة الزوجية لخطر الانفكاك، وتكمن هذه التحديات في ارتفاع نسبة حالات الطلاق، وتفكك النسيج الاجتماعي الأسري، ويعد سوء استخدام التقنيات الإلكترونية عاملاً من عوامل التفكك الأسري، كما أن الأبناء ليسوا بمعزل عن خطر الثورة الإلكترونية، ومن الآليات المقترحة للحفاظ على تماسك الأسرة المسلمة استحداث دورة تأهيلية للمقبلين على الزواج، فقد تساهم ذلك في تقليل نسبة الطلاق بين الأزواج، كما أن تنمية الوازع الديني بين أفراد الأسرة يساعد على تماسكها، بالإضافة لإعادة الاعتبار للمسجد ليقوم بدوره في التربية الإسلامية السوية.
تاريخ النشر
06/10/2016
الناشر
جامعة العلوم الإسلامية الماليزية USIM- المؤتمر الدولي الإسلام والعلوم والتربية kongsi16
يوسف عطية حسن كليبي | yousef A. H. Keleibi | 14947