من المفاهيم الحديثة التي تحتاج إلى التعريف بها، وبيان أهميتها وأهدافها، وتأصيلها شرعًا، ودراسة آلياتها وتطبيقاتها المعاصرة؛ خلوصًا إلى آثار تفعيلها: مفهوم «الرقابة على الفتوى»، ومن هنا كانت فكرة هذا الكتاب الذي يُعد تأسيسًا لمهمة الرقابة التي لا تنفك عن جودة أي منتج فكريٍّ أو ماديٍّ أو خِدميٍّ؛ وذلك في خصوص الفتوى والإفتاء، سواء تصدَّر لها أفراد أو مؤسَّسات.
وتتجلى أهمية الكتاب في أن موضوع الرقابة على الفتوى يُسهِم في تطوير حركة الفقه الإسلامي المعاصر، والتأصيل لحركة نقدية مواكبة للاجتهاد التطبيقي في شأنٍ ذي أهمية كبيرة في الشريعة الإسلامية؛ ألا وهو الفتوى، فهو يساعد في وضع آليات الانتصاب لتصحيحها وتنقيحها في إطار مؤسَّسِيٍّ منضبط المعالم والآليات والوسائل؛ بحيث يحفظ للفتوى هيبتها ويصدُّ الأدعياء عنها باعتبارها أحد أهم روافد الامتثال الديني وتطبيق الأحكام الشرعية في المجتمع ككل.