مدونة أ. د. محمد حرب بشير اللصاصمة


الموضوع الخامس : الأساس الاجتماعي للمنهج.

أ. د. محمد حرب بشير اللصاصمة | MOH.D HARB BASHIR AL- LASASMEH


24/12/2024 القراءات: 33  


الموضوع الخامس

الأساس الاجتماعي

مفهوم المجتمع: مجموعة أفراد تحكمهم عادات وتقاليد وقيم خاصة بهم، وصور من الحياة العامة ممثلة في نوع الولاء والعواطف وتربطهم مع بعضهم روابط روحية ولغوية ومادية وتجمعهم أهداف مشتركة يسعون بشكل متضامن لتحقيقها.
وتختلف الجماعات عن بعضها باختلاف المكان الذي يعيشون فيه والبيئات المحيطة بهم وبالقيم والمفاهيم والعقائد التي يؤمنون بها .
ويقصد بالأسس الاجتماعية هنا : مجموعة العوامل والقوى الاجتماعية التي تؤثر على تخطيط المنهج وتنفيذه، وتتمثل في ثقافة المجتمع وتراثه وواقع المجتمع ونظامه ومبادئه ومشكلاته التي تواجهه وحاجاته وأهدافه التي يرمى إلى تحقيقها.
وهذا يعني أن المنهج يجب أن يكون وثيق الصلة ببيئة التلاميذ ، وأن يتيح أمام التلاميذ الممارسة المنظمة في فلسفة المجتمع وأن يعكس الفلسفة الاجتماعية ويحولها إلى سلوك يمارسه التلاميذ بما يتفق ومتطلبات الحياة في المجتمع بجوانبها وأبعادها المختلفة؛ فإذا كانت المدرسة مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع من أجل استمراره وإعداد أبنائه للقيام بدورهم فيه ، فمن الطبيعي أن تتأثر المدرسة بالظروف المحيطة به .
ومعنى ذلك كله أن القوى والعوامل الاجتماعية التي يعكسها منهج ما في مدرسة ما تعبر وتعكس نظام المجتمع وثقافته في مرحلة ما. ولذلك فإن المنهج لابد أن يختلف من حيث الشكل والمنطق من مجتمع لآخر تبعاً لاختلاف القوى الاجتماعية المؤثرة على المنهج .

الوظائف الاجتماعية للمنهج :

المنهج هو الوسيلة الأولى التي عن طريقها يحقق المجتمع كثيراً من آماله وتطلعاته وأحلامه ، وبقدر ما يأخذ هذا المنهج من عناية واهتمام يكون تأثيره في تحقيق غايات المجتمع وأهدافه التربوية فالمنهج له أدوراه ووظائفه الاجتماعية التي يقوم بها . وينبغي أن يُبْنى على أساس من الإدراك الصحيح ، والفهم السليم لالتزامات المنهج ومسؤولياته نحو الجماعات ونحو الأفراد الذين يكونونها .

ويمكن تحديد الوظائف الاجتماعية للمنهج فيما يأتي:-
(1 ) ينقل التراث الثقافي ويقره ويشرحه لكل جيل قادم من التلاميذ وهذا لا يساعد نقل القيم الاجتماعية والتحقق منها فقط ، إنما يقوم بدور المحافظة على التراث الثقافي ويعين بالتالي على تحقيق التماسك الاجتماعي .
2 ) ) أنه يقوم بوظيفة النقد والتقويم والتحليل لهذا التراث ،حيث إن عناصر التراث تتعرض للتغير بين فترة وأخرى مما يؤدي إلى أن يفقد بعض صلاحية الاستمرار بأمر مرغوب في المجتمع ، وهذا يجعل مهمة المنهج فحص هذا التراث وتقويم عناصره في ضوء الظروف الحاضرة والمستقبل المحتمل حيث أن بعض ما أفاد الأجيال السابقة قد لا يفيد الأجيال الحاضرة ، لذا كان من المهمات الأساسية للمنهج النقد والتمحيص والتحليل للتراث ليقدم للتلاميذ ما يفيدهم ويتمشى مع ميولهم واستعداداتهم وحاجاتهم في الحياة الحديثة
( 3 ) أنه يقوم بوظيفة تنمية القدرة على الابتكار والإبداع لأن الأدوات التي كانت تستعمل لحل المشكلات في الأمس قد لا تصلح لحل مشاكل اليوم ، وإنما يتطلب حل المشكلات الحديثة القدرة على الابتكار وإيجاد الحلول الجديدة ليتمكن الإنسان من أن يسير إلى الأمام.
لذا على المنهج أن يقدم فرصاً لتنمية هذه القدرات لدى التلاميذ بمساعدة كل فرد في التعرف على ما لديه من قدرات .
( 4 ) إعداد الأفراد لمجتمع الحاضر والمستقبل بآماله وتطلعاته وأنه ممثل لاتجاهات المجتمع وهيئاته كما يعبر عن قيم المجتمع ومبادئه ومثله وتراثه من ثقافة وعادات وتقاليد .


عناصر الثقافة والمنهج :

الثقافة لغة تعني الخدمة والفطنة والنشاط ، وثقف الرمح تثقيفاً أي ساواه وعدّله أما اصطلاحًا » مجموعة الأفكار والقيم والتقاليد والعادات ، والنظم والمهارات وطرق التفكير وأسلوب الحياة ووسائل الاتصال والانتقال وكل ما توارثه الإنسان وإضافة إلى تراثه نتيجة عيشه في مجتمع معين « .

وتنقسم الثقافة إلى ثلاثة عناصر هي :
(1 ) عموميات وهو ما يشترك فيه معظم أفراد المجتمع كاللغة والعادات والتقالـيد السائدة وطريقة المأكل والملبس وأساليب التحية وكافة الأنواع الأساسية للعلاقات الاجتماعية .
ويجب أن يركز المنهج على العناصر الأساسية منها كالمعايير السلوكية والقيم وغيرها
2 ) ) خصوصيات : ويقصد بها الأنماط السلوكية أو العادات والتقاليد المتعلقة بقطاع خاص أو بجماعة معينة في المجتمع كالأطباء والمهندسين والمعلمين …… الخ « .
ورغم أن الخصوصيات تقتصر على جماعة معينة أو قطاع خاص فإن نفعها بلا شك يعم أفراد المجتمع . ويجب تضمين المنهج مما يساعد على مقابلة حاجات التلاميذ للتوجه نحو التخصص وما يناسبهم من الحرف والمهن .
3 ) ) الأبدال ( المتغيرات ) : ويقصد بها الأنماط الثقافية التي لا تنتمي إلى العموميات ولا إلى الخصوصيات ولا يشترك فيها إلا عدد قليل نسبياً من أفراد المجتمع، ولا تتفق مع ما يقوم به عامة الناس ، والأبدال تكون نتيجة اختراع أو احتكاك مع ثقافة أخرى حيث تظل تطفو على سطح الثقافة المحلية مارة بفترة تجربة وصراع بين القبول والرفض.
فإذا كُتب لها الانتشار اندمجت في الخصوصيات أو العموميات وإذا لم يكتب لها ذلك فقد تبقى على حالها أو تختفي لتقوم مقامها أبدال أخرى وهكذا. وهذه تحتاج إلى دراسة وتمحيص وانتظار حتى تأخذ وضعها المناسب .


الأساس الاجتماعي، المنهج التربوي، الوظائف الاجتماعية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع