مدونة د. عبدالكريم محمد حسين الروضي


الموظف شريك أم أجير .... الخميس 23 يناير 2020م ماليزيا - كوالالمبور

د. عبدالكريم محمد حسين الروضي | Dr. Abdulkarem Mohammed Hussein Al-Rawdhi


22/01/2020 القراءات: 860  



إن دور إدارة الموارد البشرية في الصناعة التنافسية المعاصرة أمر بالغ الأهمية لبقاء جميع الشركات، غير أن معظم الاستجابة للأزمة المالية ركزت على جوانب الاقتصاد الكلي ولا يوجد سوى القليل نسبياً من البحوث بشأن دور الموارد البشرية وهنا تبرز أهمية الحديث حول هذا الموضوع من خلال أهمية العنصر الذي تتناوله وهو العنصر البشري الذي لا يمكن أن تنهض المؤسسات والمنظمات إلا بالاهتمام به وعلاقته بالأداء الذي يمثل أهم مخرج للمنظمات فإذا لم تتمكن المنظمات من قياس الأداء ومعرفته فإنها لايمكن أن تدير أعمالها بنجاح وإذا كان على المنظمات أن تبقى على قيد الحياة والازدهار في عصر المعلومات المنافسة فإنها يجب أن تستخدم أنظمة القياس والإدارة المستمدة من استراتيجياتها وقدراتها وهذا يلخص ويبين أهمية وضرورة قياس الأداء والنظر في العوامل التي تؤثر على أداء المنظمات والسعي إلى تحسينه وبما أن العامل البشري هو المفتاح في عصر العولمة الجديد فإنه من الأهمية بمكان معرفة دور رأس المال البشري في حل مشكلة ضعف الأداء الموجود لدى المنظمات في ظل وجود مشاركة للمعرفة بين عناصر رأس المال البشري في هذه المنظمات وهناك نقاط مركزية تبين أهمية مثل هذه الدراسات هي أن التغييرات التي تحدث في بيئة الأعمال التجارية العالمية غالباً لا تكون مصحوبة بتغييرات تكميلية في ممارسات إدارة الموارد البشرية مما يؤدي إلى حالة فشل من بعض الشركات وضعف أدائها ومنافستها بسبب سوء إدارة رأس المال البشري و أيضاً أن كثير المنظمات حققت مستويات منخفضة نسبياً من الفعالية في تنفيذ الممارسات الاستراتيجية لإدارة رأس المال البشري وكذا أنه من أجل إدارة رأس المال البشري والوصول بهم للقدرة التنافسية يجب أن يمتلك رأس المال البشري داخل المنظمة المهارات والقدرات والخبرات ذات الصلة بالتنفيذ الفعال لهذه السياسات والممارسات الاستراتيجية لتحقيق أهداف المنظمة وتحسين أدائها وإعدادها لمواجهة تحديات العولمة . تعتبر الموارد البشرية هي العنصر الحيوي والرئيس لاستدامة حياة المنظمات وتظهر القدرة التنافسية الاستراتيجية للمنظمات عندما تكون هناك علاقة وثيقة بين المورد البشري والأداء المتميز وعلى مدار العقود الماضية يسعى باحثو الموارد البشرية إلى توفير مقاييس موثوقة لقياس أداء الموارد البشرية واختبار علاقاتهم بأداء الأعمال ، إن الفلسفة الجديدة لإدارة الموارد البشرية تتمثل في الاقتناع الكامل بالدور الرئيس للموارد البشرية والذي يتمثل في مجموعة الأسس والمبادئ التي يتضمنها هيكل الفكر الإداري الحديثة حيث تعتبر المورد البشرية بالدرجة الأولى طاقة ذهنية وقدرة فكرية ومصدر المعلومات والابتكار وأن المورد البشري بطبيعته يرغب في المشاركة والأداء الجيد وتحمل المسؤولية بل وحتى السعي والمبادرة والتطوير والانجاز وأنه كلما أحسن اختيار الفرد وتدريبه وإعداده وإعطائه العمل المتوافق مع مهاراته ورغباته فإن هذا كاف لضمان أداء جيد ومتميز ويتلخص المفهوم الحديث والمنظور الأساسي لإدارة الموارد البشرية في ضرورة احترام الإنسان وتنمية قدراته وطاقاته وتوظيفها ووضعها في المكان المناسب له واعتبار الموظف شريك في العمل لا مجرد أجير ومن منظور تكلفة الموارد البشرية فإنه ينبغي للمنظمات أن تستثمر في الموارد البشرية التي يمكن أن تحقق عوائد جيدة وتعتبر الخصائص الشخصة للموارد البشرية وقدرتهم على التفاعل مع المنظمة مؤشراً على على الأداء الوظيفي المتميز للمنظمة . وعلى هذا يتبين أن المنظمات المتميزة والتي تسعى لتصل إلى القمة تعتبر الموظفين شركاء في النجاح وشركاء في العمل للنهوض بهذه المنظمات ولذا تجدها تسعى دائماً للتواصل مع جميع الموظفين بالتطوير والتدريب والتحفيز المادي والمعنوي ومنح الموظفين امتيازات خاصة والمشاركة للموظفين في أفراحهم وأتراحهم بل تصل بهذه المنظمات إلى مشاركة أسر هؤلاء الموظفين وجعل أسر جميع الموظفين يشعرون أنهم أسرة واحدة وهذا أحد أسرار النجاح لدى تلك المنظمات .


الموارد البشرية ، رأس المال البشري ، الأداء ، المعرفة ، شركاء النجاح ، عبدالكريم الروضي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع