مدونة مولاي مصطفى المقدم


الاستعداد الحقيقي لرمضان على هدي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

أ.د. مولاي مصطفى المقدم | Research Doctor: moulay mustapha el mouqadim


26/02/2025 القراءات: 16  



الحمد لله الذي بلغنا مواسم الخير، وأكرمنا بشهر رمضان، وجعل لنا فيه من الفضائل والبركات ما لا يحصى، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الذي كان لنا أسوة حسنة في الاستعداد لهذا الشهر الكريم، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أهمية الاستعداد لرمضان.
إن رمضان ليس مجرد شهر للصيام فقط، بل هو مدرسة إيمانية عظيمة، وفرصة للتقرب إلى الله تعالى، وموسم للطاعات والعبادات. ومن يتأمل في هدي النبي صلى الله عليه وسلم يجد أنه كان يستعد لرمضان روحيا وبدنيا وسلوكيا، ليحصد منه أعظم الأجور.
١- الاستعداد الإيماني والروحي.
قبل حلول رمضان، كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء أن يبلغه الله هذا الشهر المبارك، فقد ورد عنه أنه كان يقول: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان» رواه الطبراني في الأوسط.
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم الاستعداد بالصيام في شهر شعبان، حيث ثبت في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان» (رواه البخاري ومسلم.
وهذا يدل على أن الصيام قبل رمضان يعين النفس على الطاعة، ويهيئها لاستقبال الشهر بقدرة أقوى على الصيام والعبادة.
٢- الاستعداد بالقرآن والتوبة.
إن رمضان هو شهر القرآن، قال تعالى: ﴿شهر رمضان لذي أنزل فيه لقرآن﴾ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يراجع القرآن مع جبريل عليه السلام في رمضان، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن» (متفق عليه.
ولذلك، ينبغي لنا أن نبدأ بزيادة وردنا اليومي من القرآن قبل دخول رمضان، حتى لا يكون الشهر بداية ثقيلة علينا، بل يكون فرصة لتعميق التدبر والخشوع.
كما أن الاستعداد الحقيقي لا يكون إلا بالتوبة النصوح، والرجوع إلى الله قبل أن يبدأ الشهر، قال تعالى: ﴿وتوبوا إلى لله جميعا أيه لمؤمنون لعلكم تفلحون﴾. فمن أراد أن يربح رمضان، فليبدأ بتطهير قلبه من الذنوب والمعاصي، حتى يكون أكثر استعدادا للرحمة والمغفرة.
٣- الاستعداد بالأعمال الصالحة.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يشجع على الإكثار من الأعمال الصالحة قبل رمضان، ومن ذلك:
• الصدقة: فقد كان أجود الناس، وأكثر ما يكون جودا في رمضان، كما في الحديث السابق عن ابن عباس.
• قيام الليل: فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه). فليكن لنا نصيب من قيام الليل في شعبان حتى لا يكون القيام شاقا علينا في رمضان.
• صلاة الجماعة: تعويد النفس على المحافظة على الصلوات في المسجد يجعل أداء التراويح أكثر سهولة ومتعة في رمضان.
٤- إصلاح القلوب والعلاقات.
من أهم وسائل الاستعداد لرمضان هو إصلاح القلوب، والتخلص من الضغائن والحقد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يغفر لكل مؤمن في ليلة النصف من شعبان إلا لمشرك أو مشاحن» (رواه ابن ماجه.
وكذلك بر الوالدين، وصلة الأرحام، والعفو عن الآخرين، كل ذلك يجعل القلب مستعدا لنور رمضان وبركته، ويبعده عن المعاصي التي تحرم الإنسان من لذة الطاعة.
٥- التخطيط الجيد لرمضان.
كان الصحابة يستعدون لرمضان قبل ستة أشهر، حتى لا يدخل عليهم الشهر وهم في غفلة.


#الاستعداد #الحقيقي #رمضان #هدي الرسول #محمد


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع