لملوك ن سي عبوا " خرفات مضحكة".
خديجة بوخبز | khadija boukhbza
30/04/2023 القراءات: 1202
الخرافة هي إيمان بقصة غير حقيقية، تنشأ لتفسير أحذاث غامضة و تأثيرها على الإنسان لا زال في عصرنا رغم التقدم الذي أحرزه الإنسان في مختلف المجالات، و هذا ما جسدته شخصية " سي عبو" في المسلسل الأمازغي " بابا علي"، و الذي يشبه مسلسل " حديدان" في نسخته " بالدارجة المغربية"، و الذي يشبه " قصص جحا و حيله" في صيغتها العربية، و الشخصية التي أعجبتني هي شخصية " سي عبوا" و هي موجودة كثيرا في مجتمعنا، فإن لم تتزوج فأنت يلزمك أن تعرف ما بك ربما بركة "سي الفقيه" تكفي كي تبطل عنوستك!!.
فإن تزوجتك و لم يكن عندك أولادك، فقد أصابتك لعنة
" آمون" أو ربما سحر من عندك " لالة عبوش" لأنها تحسدك و لديها لعنة ستصيبك، لهذا يلزمك فقيه مثل " سي عبوا" كي يصيبك ببركته، و تتنزل عن تلك النعم التي لم تصل إليها!!
و إن أصبح عندك أولاد و أصابهم تعثر في حياتهم فيجب الذهاب بهم الى " الفقيه" فلا بد أن عينا أصابتهم، و ربما سحر، و كيد من " النساء" لأن لديك أولاد و شخص آخر ليس لديه!!
" فالراقي" أو " الفقيه" في نظر البعض أقرب اليهم من ربهم، لهذا يتمنون بركته، فهم يضنون أن الله منحه قدرات خاصة, فالسؤال الأول ما الذي يجعل الإنسان يؤمن بهذه الخرافات؟
فسؤالي ما المانع من أن يكونوا هم أقرب إلى الله؟
هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الانسان يؤمن بالخرفات و قد لا يكون الجهل هو السبب، فتتصادف مع متعلمين يؤمنون بها،لذا أستبعد على أن يكون الجهل هو السبب و لعل من بين الأسباب الرئيسية هي :
_ توفير الأمان النفسي: فيشعر البعض بالطمأنينة حين يؤمنون بالخرفات، فحسب نظرتهم أن ما تقوله هذه الأساطير هو صحيح حيث تعطي لهم الخرافة تفسيرا لما يقع لهم من أحذاث غامضة.
_ الإعتقاد بأن هناك فئة من الناس تحل عليهم البركة:
يعتقد الكثير من المسلمين بالخصوص أنهم يحتاجون وسيط بينهم و بين ربهم، و أن الله لا يستجيب لدعائهم لأنهم ليسوا قريبين من الله كما يلزم، لهذا فيسلكون هذا الطريق، طريق الإستعانة بأشخاص آخرين يعتقدون على أنهم يمتلكون قدرة خاصة على مخاطبة الله عز وجل، و يستجيب الله لهم، دون غيرهم، و هناك من يستغل هذا فيمتهن مهنة " الفقيه الذي يحل المشاكل ببركته، و يشفي من الأمراض، .. ".
و السبب الرئيسي هو ضعف الإيمان المتكامل بالله،فلا بد أن يكون هناك إيمان في كل شعور من مشاعر المسلم.
الإيمان المتكامل يدعوا الى التعامل مع كل الأحداث بمشاعر إيمانية تابثة فكيف يمكن تقوية الشعور الأيماني و عدم فقدان الصلة بالله عز وجل؟
و كإجابة على السؤال:
الصلة بالله تبدأ بالصلاة، و بالدعاء، و بالقيام بالأعمال الصالحة، فكيف بمن لا يصلي؟ و الصلة بالله تتبين حين يوازن المسلم بين العبادات و المعاملات التي يقوم بها، فهل يمكن القول على أن الصلاة تحقق أهدافها إذا كان صاحبها يغش الناس و ينافقهم؟
و كيف يمكن أن تتواصل مع الله عز وجل إذا لم تكن الصلاة طريقا لذلك؟
فمن بين الوسائل التحفيزية التي تجعل الانسان يسعى الى تقوية إيمانه و من بينها، ( تزكية النفس؛تذكر الله عز وجل؛ التذكير بفضل العمل؛ التذكير بأهمية العمل؛ الترهيب من ترك العمل؛التشجيع؛ التذكير بالمواقف الإيجابية السابقة، المحاورة و الإقناع؛ التحفيز من خلال ابراز قدوة؛ القصة؛ ضرب المثل؛ الصورة المؤثرة؛ الإستفادة من خلال الأحداث المألوفة؛).
فكيف اتذكر الله عز وجل في كل وقت؟
كيف اجعل حب الله فوق كل شيء ؟
_هذا ما سأحيب عنه:
لقاء الله عز وجل غاية كل واحد منها و من أجل تحقيق ذلك لا بد من القيام بالعمل الصالح، كما جاء في سورة الكهف الآية 110.
و كذا نرى عدة أمثلة في السنة النبوية:
حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".
و لهذا فالإيمان بالخرافة إنما هو ضعف بالإيمان بالله بدرجة الأولى.
الخرافة: الإيمان يحدث غير واقعي.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع