مدونة الاستاذ الدكتور مقتدر حمدان عبد المجيد


مفهوم الكسب والعمل في الفكر الاقتصادي الإسلامي

الاستاذ الدكتور مقتدر حمدان عبد المجيد الكبيسي | Prof. Dr. Muqtadir Hamdan Abdul Majeed


23/05/2020 القراءات: 3317  


انفرد الفكر الاقتصادي الإسلامي في استعمال لفظة الكسب من حيث أنها البديل لمفهوم العمل في المدارس الوضعية ، فالكسب في الإسلام يشارك بقية المدارس الاقتصادية في بعض المفاهيم ، وما مبدأ التسخير والاستخلاف إلا الأساس في مفهوم الكسب في الإسلام فالاستخلاف يشكل في النظام الاقتصادي الإسلامي الأساس الحقيقي لنظرية الإنتاج الإسلامية ، أي لتوزيع وتخصيص الموارد الاقتصادية المادية منها والبشرية فالإنسان المستخلف يمارس النشاط الهادف إلى إيجاد الحاجات الاقتصادية على أساس قابليته ومقدرته ، من حيث إن العمل هو تكليف شرعي يبذله المسلم مرضاة لخالقه عز وجل .
العمل لغة : استمد ابن منظور معنى العمل في اللغة من القران الكريم في قوله تعالى : (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ ) فقال : العاملين عليها هم السعاة الذين يأخذون الصدقات من أربابها واحدهم . والعمل المهنة والفعل والجمع أعمال . وورد معنى العمل عند الزبيدي بأنه من الفعل عَمِلَ ، والعمل المهنة .
واصطلاحاً : للعمل مدلولات فكرية في الاقتصاد الإسلامي انطوت تحت مفهوم الكسب غالباً وأحياناً تحت مفهوم المعاش وقد وضح فقهاؤنا المعنى الاصطلاحي للعمل ، فقال الشيباني : ( انه الاكتساب لطلب المعاش ، وطلب الحلال ، وتحصيل المال بما يحل من الأسباب ). أما الغزالي فقال : ( أشغال الخلق وهي معايشهم ) . أما الحبيشي فقال : الكسب هو الغنى عن الناس وهو اكبر سعادة وأحسن إفادة . وإن الله سبحانه وتعالى جعل العمل فريضة إذ لو أنه سبحانه : ( رزق العباد من غير كسب لتفرغوا وتفاسدوا ). وقال ابن خلدون : (الكسب هو قيمة الأعمال البشرية ). من هنا نستطيع القول بأن الكسب يطلق على الجهد الإنساني بكل أنواعه العضلي والذهني والفني والإداري سواء كان يحتاج هذا العمل إلى خبرة أو مهارة أم لا .


الكسب ، العمل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع