عازبة و أم و عار على المجتمع ـ نظرة المجتمع و القانون؟
خديجة بوخبز | khadija boukhbza
05/06/2023 القراءات: 1191
الأم العازبة وجه آخر لمجتمع العصر الحديث بكل كبريائه، و بكل ترساناته الحقوقية و التي تنادي بالحرية و بالعلاقات الرضائية، الأم العازبة ليست سوى من مجتمعنا، الأم العازبة لا تمثل شكلا واحدا، بل هناك أم عازبة نتجت عن خطبة لم تكتمل، و أخرى نتجت عن علاقة غرامية وصلت الى نهايتها ، و أخرى نتجت عن اغتصاب دون إرادة، و أخرى نتجب عن احتراف لمهنة الجنس مقابل المال، كل حالة و يجب أن يتم دراستها على حدى، لكن الأمر يقودنا الى طرح سؤال واحد، أين مسؤولية الطرف الأخر، فكل فعل يكون له فاعل، و لما لا نتكلم عن الآباء العزب؟ وما هي نظرة المجتمع لهن وماذا يقول القانون حول هذا الموضوع، وكيف ينظر الدين الى هذه الفئة من المجتمع؟
وسوف أقسم الموضوع إلي:
الفقرة الأولى: الأمهات العازبات في نظر المجتمع.
الفقرة الثانية: الأمهات العازبات في نظر القانون ـ القانون المغربي نموذجا_.
بداية سوف أفتتح مقالي بالحديث عن الأمهات وكيف ينظر إليهن المجتمع وسيكون هذا من خلال:
_ الفقرة الأولى : الأمهات العازبات في نظر المجتمع.
الأم العازبة هي التي أنجبت أبنا خارج علاقة الزواج، و مهما اختلفت الأمهات العازبات من حيث الاسباب التي أوصلتهن الى هذه الطريق، فإن النتيجة تجمعهن حيث يصبحن أمهات لأبناء مجهولي النسب أو لآباء تخلوا عن مسؤوليتهم و لا يريدون الاعتراف بأبنائهم، و المجتمعات المحافظة لا تقبل الاعتراف بأن الأمهات العازبات تكونت داخل رحمها، و أغلب الفتيات ينتهي بها الأمر الى الشارع " الزنقة"، تنتهكها كلاب الشوارع إن لم تجد يدا رحيمة تهتم بها، أو جمعية حقوقية تلجأ الى ضلها فيكون الأب العازب أول من يتخلى عنها و عن تلك المضغة التي تكونت داخل رحمها و ينكر أن كان سببا لوجودها و الذي سوف بوصف مستقبلا ب " ولد الحرام"، و تأتي العائلة لتتبرأ من ابنتها و تطردها من منزلها و من سقف المنزل الذي إعتبرته الملجأ الآمن لها، بعدها تصبح في الشارع كي تشهد على قسوته و تعاني من الجوع و الإعتداء عليها، فتكون لمقة سائغة للجميع لأنها بدون ولي أمر يساندها و هنا نجد أن القانون المغربي كان رافضا لأي علاقة تجمع بين رجل و امرأة من غير زواج، فهنا نرى بأن هذا حماية ليس فقط للطرفين بل لطرف اخر و هو الأطفال الناتجين عن مثل هذه العلاقات، و لكن الكثير ضد هذا الفصل و ينادون بالعلاقات الرضائية، فهل هم على صواب؟.
ـ الفقرة الثانية: الأمهات العازبات في نظر القانون ـ القانون المغربي نموذجا.
القانون ينظر على أن كل علاقة جنسية تجمع بين رجل وامرأة لا تربط بينهما علاقة زوجية فهي تعد جريمة فساد ويعاقب عليها من شهر واحد الى سنة، وينص على ذلك الفصل 490 من القانون الجنائي المغربي، ومن هنا فإن الأم العازبة تبقى من دون حماية الا انه يمكن ان تطلب ببيان نسب الطفل و كل حالة على حدى، فالأم العازبة الني تجت عن خطبة لم تكتمل تلجا الى اتباث النسب عبر مجموعة من الوسائل و ذلك ما أقره الفصل 156 حيث أنه اذا تمت الخطبة و حصل الايجاب و القبول و حالت ظروف قاهرة دون تتمة عقد الزواج و ظهر حمل بالمخطوبة فإنه ينسب الى الخاطب بالشبهة، و لكن يجب ان تكون الخطوبة قد اشتهرت بين الاسرتين ووافق ولي الزوجة عليها، و يجب ان تثبت على أنها حملت اثناء الخطبة، و أن يقر الخطيبان بأن الحمل منهما، و هذا فقط في هذه الحالة، فما باك بالحالات الأخرى التي لا يكون فيها برهان و لا دليل على أن على ان الاب موجود و أنه هو الفاعل؟، و تسلك باقي الحالات المادة 158 التي تنص على أن النسب يثبت ب بالفراش و بإقرار الاب أو بشهادة عدلين، او ببنية السماع و بكل الوسائل المقررة شرعا بيما فيها الخبرة القضائية، لكن كثير من هذه الفئات لا تسطيع الولوج للعدالة خوفا من العار و نظرا أيضا لطول المساطر و عدم القدرة اقتصاديا على تسديد رسوم الجلسات في المحكمة.
في ختام الموضوع لا بد من الإشارة على أن الدين يؤثر على هذه المسألة حيث يرشد الى عدم الوقوع في مثل هذه المسائل وذلك من حماية الأطفال وعدم اختلاط الانساب، وأن الدين الإسلامي بالأخص يحرم العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة من غير زواج، حيث يشرد الدين الإسلامي الى الحدر في علاقة المرأة و الرجل و عدم البقاء في مكان واحد لوحدهما و ذلك حماية لهما من اجل لا يقعا في فعل سوف يندمان عليه مستقبلا، و بهذا فينبغي الانتهاء لهذه النقطة قبل الوقوع في شرك النفس و اتباع اشباع الغزيرة التي تنطفأ ثم يبقى اثرها معلقا فقط ب "الام العازبة".
الأم العازبة: أم من غير زواج
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع